قبل أيام من المؤتمر الدولي للسلام المقرّر الثلاثاء المقبل، تتوالى الجهود والتلميحات إلى إمكان إشراك سوريا في المؤتمر، كان آخرها تلويح إسرائيلي وروسي باستئناف المفاوضات حول الجولان المحتل بعد أنابوليس. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لمّح خلال مداولات مغلقة عقدها هذا الأسبوع إلى أنّ المفاوضات بين إسرائيل وسوريا ستُستَأنَف بعد مؤتمر أنابوليس. ونقلت عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى تقديرهم أن المفاوضات مع سوريا ستستأنف بعد المؤتمر وسط ترحيب أميركي، «حتى أنه يمكن أن تجري هذه المفاوضات تحت رعاية الإدارة الأميركية».
وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن أولمرت وصف «الاتصالات التي جرت بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد بوساطة تركية، التي تجددت أخيراً»، بأنها «مسألة جديةونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن «تغيير الموقف الأميركي تجاه سوريا نابع من أن سوريا لا تقوم بدور سلبي مثلما كانت تفعل في الماضي عندما سمحت لإرهابيين بعبور الحدود من أراضيها إلى العراق من أجل تنفيذ هجمات على القوات الأميركية هناك».
وفي السياق، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قوله إن «مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس مهمة وتتيح المجال لانطلاق مفاوضات سلام بين دمشق وتل أبيب بعد انتهائه»، مشيراً إلى أن هناك احتمال كبير لنجاح المؤتمر. وأضاف: «في المبدأ، فإنه من المهم ترك الباب مفتوحاً أمام السوريين بحيث إنه عندما يحين الوقت سنكون قادرين على التفاوض معهم».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت أول من أمس أن باراك التقى قبل ستة أسابيع في تل أبيب السفير الأميركي السابق لدى سوريا وإسرائيل إدوارد جيرجيان وبحث معه احتمال إجراء مفاوضات في المستقبل بين الدولتين.
وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف أول من أمس إن روسيا اقترحت عقد لقاء خاص بالتسوية بين سوريا وإسرائيل في موسكو. وأضاف: «يجب علينا بعد اجتماع أنابوليس في الولايات المتحدة واستئناف المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية أن نمضي قدماً نحو التسوية السلمية الشاملة في المنطقة، وذلك من خلال اتخاذ خطوات ضرورية على المسار السوري ـــــ الإسرائيلي. ويدور الحديث حول عقد لقاء في العاصمة الروسية، لقيت فكرته ترحيباً من حيث المبدأ».
وأضاف سلطانوف، لوكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، إنه طرح العرض الروسي للبحث أثناء مباحثاته مع القيادة السورية الثلاثاء الماضي. وتابع إن روسيا «تعلّق الأمل على أن يفتح لقاء أنابوليس أبواب المفاوضات المباشرة بين العرب وإسرائيل، وإن روسيا تجد أن إحدى المهمات الرئيسية لجهودها الدبلوماسية هي في إكساب مسيرة السلام طابعاً شاملاً».
وذكر سلطانوف أن «روسيا ستباشر في القريب العاجل التحضيرات المكثفة لعقد اللقاء الخاص بالتسوية السورية ـــــ الإسرائيلية في موسكو».
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي، إنه «يتوقّع نجاح مؤتمر السلام» في أنابوليس.
كذلك، أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أول من أمس أن بلاده تبذل حالياً جهوداً دبلوماسية في هذا السياق. وذكرت وكالة الأنباء السورية أيضاً أن الرئيس السوري تلقّى اتصالاً من الملك الإسباني خوان كارلوس تطرّقا خلاله إلى مؤتمر أنابوليس.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)