strong>محمد بدير
بدأت المفاعيل التي توخّاها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، من وراء مؤتمر أنابوليس، تظهر على صعيد تثبيت ائتلافه الحكومي وتحصينه من الانفراط بفعل التداعيات المرتقبة لتقرير فينوغراد المزمع صدوره قريباً.
وفي ما عدّه مراقبون تمهيداً للبقاء في الحكومة مهما كانت الاستنتاجات التي سيتوصل إليها التقرير بحق أولمرت، أعلن وزير الدفاع، رئيس حزب «العمل»، الشريك الأكبر في الحكومة، إيهود باراك، أن انسحاب حزبه من الحكومة لن يحصل إلا عندما يتأكد من احتمال فوزه في الانتخابات البرلمانية.
وكان باراك قد تعهد في أعقاب انتخابه رئيسا لحزب العمل في حزيران الماضي العمل على إخراج الحزب من الائتلاف الحكومي إذا حمّل تقرير فينوغراد أولمرت المسؤولية عن الإخفاقات في عدوان تموز 2006. إلا أن إطلاق العملية التفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر أنابوليس قيّد رئيس الحزب العمالي على الصعيد الائتلافي. إذ إن وفاءه بتعهده سيظهره أمام الرأي العام الإسرائيلي بمظهر المجهض لهذه العملية إذا قرر فرط عقد الحكومة في أوج التفاوض مع الفلسطينيين على تسوية دائمة تنهي الصراع، كما أُعلن في أنابوليس.
وقال باراك، في اجتماع لكتلة «العمل» البرلمانية أمس، «إنني لن أنسحب من الحكومة فقط بسبب اندفاع الرفاق (في حزبه) بل سأنسحب عندما أرى أن ثمة احتمالاً بالانتصار» في انتخابات عامة. وأضاف إنه سيقرّر شخصياً ما إذا كان حزبه سينسحب من الحكومة ومتى سيفعل ذلك. وأوضح أن «على إسرائيل أن تكون في أي مكان توجد فيه فرصة للتوصل إلى تسوية أو إطلاق العملية السياسية».
وأيد أعضاء كنيست في الكتلة رأي باراك، معتبرين أن الخروج من الحكومة في هذا الظرف يعني «الموت» لأن «الجمهور لن يغفر لنا».
وجاءت تصريحات باراك على وقع استطلاع جديد للرأي أظهر تراجعاً في قوة كل من حزب العمل وحزب كديما لمصلحة حزب الليكود اليميني.
من جانبه، استبعد أولمرت «حدوث أزمة سياسية داخلية» في ظل تهديد الأحزاب اليمينية المشاركة في الحكومة بالانسحاب منها إذا قدّمت إسرائيل «تنازلات» في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال أولمرت، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، إن «(رئيس حزب إسرائيل بيتنا) أفيغدور ليبرمان الرجل الأذكى في السياسة الإسرائيلية وهذا ما دفعه إلى المشاركة في الحكومة»، مضيفاً «لقد أدرك (ليبرمان) أن قوى سياسية يكون لها تأثير عندما تكون في المكان الذي تصنع فيه القرارات، إذ إنه عندما تنجرّ وراء المعارضة قد تفقد شرعيتك».