strong>علي حيدر
أولمرت تقدّم بـ«توصية شخصيّة» لإشراك دمشق في «أنابوليس»

نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس، عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، قولها إن الولايات المتحدة أعطت «ضوءاً أخضر» لتحويل مسيرة أنابوليس إلى مسيرة «سلام شامل» بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك سوريا ولبنان، «على ألا تغطي القناة السورية على المفاوضات مع الفلسطينيين».
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد وجود ضوء أخضر أميركي لاستئناف المفاوضات مع سوريا على قاعدة «على ألا تفاجئونا»، كما نقل عن لسان الرئيس الأميركي جورج بوش. لكنها أضافت أن أولمرت «تشكك، خلال محادثات مغلقة، في استئناف المفاوضات مع سوريا بشكل جدي، رغم تعبيره عن أمله في أن يكون ذلك ممكناً. غير أن سوريا غير ناضجة بعد».
وحدد أولمرت معيار النضوج بأن دمشق «ملزمة بتغيير سلوكها في كل ما يتعلق بمحور الشر، السوريون يعرفون تماماً ماذا أفكر بهذا الشأن». لكنه عاد ورأى أن تمثيل سوريا بنائب وزير الخارجية فيصل المقداد يمكن أن يشكل «بداية تغيير سياسي وخطوة في الاتجاه الصحيح».
كما كشف أولمرت، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن أن «الأميركيين لم يكونوا معنيين بدعوة سوريا إلى المؤتمر، لكني قدمت بنفسي توصية بهذا الشأن».
وتحدثت «معاريف» عن وجود معطى جديد يعزز استئناف المفاوضات على المسار السوري يتمثل بـ«التغيير الكبير الأخير» لدى الإدارة الأميركية، التي أبدت استعداداً «لإشراك الروس وإعطاء موسكو موطئ قدم في المسيرة»، في الوقت الذي تنشط فيه بشكل متوازٍ قناة الوساطة التركية «التي يدير في إطارها مسؤولون كبار في أنقرة اتصالات مع نظرائهم السوريين ويبلغون القدس».
وعلَّلت مصادر أمنية وسياسية رفيعة المستوى، للصحيفة نفسها، الاستعداد الأميركي لإشراك الروس بالقول إن «لهم أولوية هامة بالنسبة إلى الأميركيين في كل ما يتعلق بالاتصالات مع سوريا». وهو ما أكده مصدر إسرائيلي رفيع المستوى بالقول إنه «فقط عندما بدأ الروس يدخلون في الصورة، تلقينا أجوبة حقيقية أولى من السوريين بشأن المسيرة. السوريون يصدقون الروس ولا يشكون بهم، مثلما يشكون بالأميركيين».
وأكدت «معاريف» وجود ما يشبه الإجماع داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على ضرورة استئناف المفاوضات مع سوريا انطلاقاً من تقدير مفاده أن «إضعاف محور الشر وإغلاق دائرة السلام حول إسرائيل في ظل عزل إيران وممارسة ضغط على (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله هي مصلحة إسرائيلية وشرق أوسطية عليا».
ورجحت الصحيفة أن يلجأ أولمرت إلى تكتيك إسرائيلي سابق، يتمثل بإيجاد «تنافس خفي» بين المسارين السوري والفلسطيني، على قاعدة أن «كل من يسبق يفوز»، وخاصة في ظل إدراكه أن احتمال الوصول إلى نتائج حقيقية خلال السنة المقبلة مع الفلسطينيين يصل إلى الصفر، بحسب «معاريف».
وأعاد رئيس الوفد التفاوضي الإسرائيلي الأسبق مع سوريا إيتمار رابينوفيتش التغيير في الموقف الأميركي تجاه سوريا، إلى أسباب عديدة، بينها سعي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى «تسوية شاملة» كجزء من مساعيها لضمان نجاح «أنابوليس»، وإن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا في 6 أيلول الماضي أسهمت بإعادتها إلى «أحجامها الطبيعية»، كما أن «المشاركة العربية المكثفة في المؤتمر، أثرت على القرار السوري، وخاصة أن النظام السوري تلقى انتقادات داخلية وخارجية لتحالفه مع إيران».
وكشف رابينوفيتش عن أن الإسرائيليين «أضافوا في الفترة الأخيرة اعتبارين كبيرين: الطموح بإبعاد سوريا عن إيران، والإعجاب بشخصية (الرئيس بشار) الأسد الذي يصفونه بأنه شخصية غامضة».
وخلص رابينوفيتش إلى أن «النتيجة المطلوبة تتمثل بأن من الأفضل جلب الأسد إلى مسار المحادثات الذي سيلجمه، وليس حشره في الزاوية». أما بخصوص إمكان قطع علاقاته مع إيران إن حصل في مقابلها على تسوية مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل، فأوضح أن «الإجابة عن هذه الأسئلة لن تظهر إلا خلال حوار ثنائي مباشر مع دمشق».