محمد بدير
تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت «بطاقة صفراء» من رئيس الأركان غابي أشكنازي، الذي انتقد إطلاق سراح معتقلين من قطاع غزة، في ظل استمرار أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، من الناحية القيمية، رغم مصادقته على العملية برمتها.
وترك موقف أشكنازي أصداء غاضبة في أوساط مقربي أولمرت الذين اتهموه بأنه يصادق على القرار من جهة و«يتحفظ قيمياً» عليه من جهة أخرى.
لكن في المقابل ذكرت محافل أمنية أن تحرير الأسرى بالذات يشدد الضغط على «حماس» في موضوع شاليط، وأعربت عن «دهشتها من عدم طرح موقف أشكنازي أمام الوزراء قبل ذلك».
وحاول مكتب أولمرت التنصل من ردود الفعل الغاضبة على أشكنازي. وذكرت مصادر رسمية في هذا المكتب أنه «ليس لدى أولمرت أي أمر ضد رئيس الأركان. هذه دولة ديموقراطية، ومن حقه أن يعرب عن رأيه». وأشارت المصادر نفسها إلى أن «رئيس الأركان عمل وفق ما اعتقد أنه صحيح. وهو عبر عن موقفه أمام الوزير المسؤول عنه، وزير الدفاع إيهود باراك». وأكدت أيضاً أن «باراك، الذي من مسؤوليته تقديم موقف الأجهزة الأمنية، أيد مسار تحرير الأسرى من بدايته حتى نهايته».
ورفضت المصادر نفسها اعتبار ما جرى أنه محاولة لدك إسفين بين رئيس الحكومة ورئيس الأركان، مشيرة إلى أن «أشكنازي يولي ثقة تامة للحكومة ورئيسها».
وعبر وزراء رفيعو المستوى عن غضبهم من رئيس الأركان. وقال أحدهم إن «أقوال رئيس الأركان وضعتنا في حرج شديد. فلا يعقل أن نتخذ نحن قراراً عسيراً كهذا من دون أن نعرف موقف رئيس الأركان»، فيما قال آخر إن «رئيس الأركان أراد إرضاء عائلات المخطوفين على حسابنا».
وكان أشكنازي قد أكد، في رسالة وجهها إلى أولمرت، أنه «لا مشكلة أمنية في تحرير الأسرى، لكن توجد مشكلة قيمية في تحرير سجناء إلى غزة في اللحظة التي يحتجز فيها جلعاد شاليط». وكتب أشكنازي في رسالته يقول: إني «بصفتي قائد الجنود ليس من السليم تحرير سجناء حين يكون لدينا جنود أسرى».
ومع ذلك أوضح رئيس الأركان أن من حق القيادة السياسية أن تتخذ أي قرار في هذا الشأن، وأنه يفهم أن للقيادة السياسية اعتبارات أخرى، وهو يقبل بها.
وكان الجيش قد أبدى موقفاً مؤيداً، في كل المداولات التي جرت، لتحرير أسرى من قطاع غزة. لكن أشكنازي لم يحضر جلسة الحكومة وجلسة اللجنة الوزارية، إلا أنه صادق على القائمة وأرفق ذلك بكتاب تحفظ بعث به إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس الدولة شمعون بيريز أخر التوقيع على تحرير معتقلي غزة إلى اليوم بعد رسالة أشكنازي.