السعودية تشترط «جدولاً زمنياً» للمشاركة في مؤتمر السلام!ظهرت تناقضات جديدة في الأوساط المعنيّة في المؤتمر الدولي الذي تنوي إدارة الرئيس جورج بوش تنظيمه في 26 من تشرين الثاني المقبل في واشنطن حول الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي.
فرغم الإفراط في التفاؤل الذي أبداه بوش أمس في شأن نجاح المؤتمر في إرساء اتفاق حول إقامة دولة فلسطينية وتحقيق سلام في المنطقة، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنّ السعودية تهدّد بتفجير اللقاء إذا لم يعتمد الأميركيّون «وثيقة مبادئ» بلورتها الرياض أساساً له.
وكشف المراسل السياسي للقناة، أودي سيغل، أنّ السعوديّين أبلغوا المسؤولين الأميركيّين أنّهم لن يشاركوا في هذه القمّة إلّا إذا عُرضت فيها جداول زمنية مفصّلة لإنهاء النزاع تتضمّن «حلّ القضايا الأساسية». ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن تصريحات سعودية بشأن المؤتمر «من شأنها أن تؤدّي إلى فشل المسيرة برمّتها». وأضاف أنّ «(رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود) أولمرت و(رئيس السلطة الفلسطينية محمود) عبّاس وافقا على مبادئ أساسية وأنّ الوصول في الجولة الحاليّة من المفاوضات بينهما إلى كل زوايا الخلاف وحلّها، سيكون طموحاً خطراً سيُفشل كل المسيرة، ومن شأنه أن يؤدي إلى اشتعال متجدّد للعنف».
ونقلت صحيفتا «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» الاسرائيليّتان أمس عن مصادر إسرائيلية قولها إنّ البيان المشترك الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني الذي سيصار إلى طرحه خلال المؤتمر الدولي، قد يشمل تطرّقاً لقضايا الحلّ الدائم، وهي قضايا اللاجئين والحدود والقدس، لكن ذلك سيكون بصورة «ضبابية وعامة جداً»، وسيركز البيان على القضايا التي يوجد حولها توافق واضح بين الجانبين.
وفي السياق، أعلنت مصادر سياسية إسرائيلية أمس أن التاريخ الذي تمّ تحديده لعقد المؤتمر الدولي في مدينة أنابوليس هو 26 تشرين الثاني المقبل.
بدوره، قال بوش في تصريحاته لقناة «العربية» السعودية «إنني متفائل جدّاً بأنّ في إمكاننا تحقيق حلّ يشمل قيام دولتين»، وأضاف «سنستضيف مؤتمر السلام الدولي وستحضره الأطراف المهتمّة ووفد من الجامعة العربية، وسيكون فرصة لإجراء محادثات جادّة بشأن الطريق إلى الأمام يقود إلى حلّ يشمل قيام دولة فلسطينية لا تكون نقطة انطلاق هجمات على الآخرين». وعن اجتماعات أولمرت وعبّاس الأخيرة، لفت بوش إلى أنّ «هناك قدراً كبيراً من الحوار بين الرجلين وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين أدركوا أن هناك رؤية تستحق العمل من أجل تحقيقها». وأشار سيّد البيت الأبيض إلى أنه «يجب دعم قوات الأمن الفلسطينية ومساعدة الرئيس عباس وتقديم الدعم المالي له حتى يتمكّن من طمأنة المواطنين الفلسطينيين إلى أن حياتهم في المستقبل ستكون أفضل».
وعن الزيارة المقرّرة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الأراضي المحتلّة التي ستستمر خمسة أيّام من 14 إلى 18من الشهر الجاري، نقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن رايس أجرت خلال الأسبوعين الماضيين اتصالات مع عدد من القادة العرب الذين ترغب الولايات المتحدة في مشاركتهم في المؤتمر الدولي، وأنّها «فهمت» من خلال هذه الاتصالات أنّ الدول العربية «مهتمّة جداً» بأن يتمّ ذكر قضايا الحلّ الدائم «بهذا الشكل أو ذاك» في البيان المشترك.
إلى ذلك، كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن أنّ موقف بلاده من حضور الاجتماع الدولي، سيتقرّر عندما تتلقّى القاهرة الدعوة الرسمية وبعد أن تستمع إلى تقويم وزيرة الخارجية الأميركية وباقي الأطراف في الرباعية الدولية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، د ب أ)