strong>محمد بدير
بيريز يتّهم نجاد بـ«الكذب»... ونتنياهو يحذّر من «قاعدة إيرانيّة ثالثة» في الضفة

دعا رئيس الوزراء إيهود أولمرت، خلال كلمة في الكنيست أمس، إلى إعطاء فرصة للمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، محذراً من أن البديل عن ذلك سيكون «صراعاً ديموغرافياً مليئاً بالدموع». وأعلن أنه لن يكون هناك أي انسحاب آخر من الضفة الغربية قبل «اجتثاث الإرهاب من غزة».
وفيما خصّصت رئيسة الكنيست داليا إيتسيك خطابها للدعوة إلى الوحدة الداخلية من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية، اختار الرئيس شمعون بيريز التصويب باتجاه التهديد الإيراني، متهماً الرئيس محمود أحمدي نجاد بالكذب، وساوى بين من يدعو إلى التحاور معه وبين من دعا إلى التحاور مع الزعيم النازي أدولف هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
وفرض المؤتمر الدولي نفسه على أجواء افتتاح دورة الأعمال الشتوية للكنيست، فاحتل مكاناً محورياً في خطاب كل من رئيس الوزراء ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو.
وشدد أولمرت على مضيّه في خيار التفاوض على المسار الفلسطيني. وقال إنه مصمّم على «دفع عملية السلام مع الفلسطييين قدماً وإعطاء فرصة لعملية سياسية جوهرية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وعلى وقع صيحات الاعتراض من أعضاء كنيست يمينيين ذكّروه فيها بأنه كان ممن صوت ضد اتفاقيات السلام مع مصر عام 1979، أضاف أولمرت «أود أن أعلن هنا في شكل واضح أنني لا أنوي البحث عن أعذار للتنصل من العملية السياسية»، مستدركاً بأن الاجتماع الدولي حول الشرق الأوسط المقرر عقده في تشرين الثاني في الولايات المتحدة لن يكون بديلاً من المفاوضات الثنائية المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتابع أولمرت «هذا الاجتماع ينبغي أن يوفّر دعماً كبيراً للمفاوضات المباشرة بيننا». وقال إن «القيادة الفلسطينية الحالية ليست قيادة إرهابية، والرئيس أبو مازن ورئيس الحكومة، سلام فياض، ملتزمان كل الاتفاقيات التي وقعت مع إسرائيل، وأعتقد أنهما مع التقدم سويةً معنا في مسار يؤدي إلى تغيير الواقع».
ونبّه رئيس الوزراء الى أن «الطريق نحو الاتفاق طويل وتتخلّله معوقات وصعوبات»، مضيفاً «في رأيي إن أي بديل آخر (من الاتفاق) سيؤدي إلى معركة ديموغرافية مؤلمة لن تخدم مصالح اسرائيل». وقال إن «الوضع الدقيق والمعقد داخل السلطة الفلسطينية لن يحول دون تفاوضه مع عباس ورئيس الوزراء سلام فياض»، مشدداً على أن «المطلوب قرارات حاسمة شجاعة تنطوي على تنازل عن التحقيق الكامل والمطلق للأحلام التي غذّت أساطيرنا القومية على مدى سنوات».
ولم يغب الاستحقاق الأمني في قطاع غزة عن خطاب أولمرت، فأعلن أن المجلس الوزاري الأمني المصغر سيبحث قريباً خطة لوزير الدفاع أيهود باراك تتعلّق بمكافحة صواريخ «القسام»، التي قال إن «تساقطها لا يمكن أن يستمر من دون نهاية». وبرغم تشديده على أنه لن تكون هناك انسحابات جديدة قبل «اجتثاث الإرهاب»، أشار إلى أن «ثمة ما يمكن التحاور بشأنه، ويجدر التحاور».
وفي ما بدا أنه تنسيق مسبّق لمحاور الكلام، استغل بيريز منصة الكنيست لشن هجوم تحريضي حاد على إيران ورئيسها متهماً إياه بالكذب والسعي إلى غش المجتمع الدولي حول البرنامج النووي لبلاده.
وقال بيريز إن «القيادة الإيرانية الحالية تبني في شكل معلن ترسانة صواريخ بعيدة المدى، وفي شكل سري أسلحة نووية». وأضاف «إذا تزوّدت إيران بأسلحة نووية فقد تقع بين أيدي إرهابيين لأن إيران أيضاً مركز الارهاب العالمي، وحينئذ سيتحول العالم إلى فوضى».
ورأى بيريز أن تأكيدات نجاد أن بلاده لا تسعى الى تطوير سلاح نووي «كذبة كبيرة». وتابع «كل أجهزة الاستخبارات في العالم مقتنعة من دون أدنى شك بأن ايران تعمل في شكل حثيث لامتلاك سلاح نووي»، مضيفاً «آمل ألا يتمكن هذا القائد بخدعته من ذر الرماد في عيون العالم. عاجلاً ام آجلاً، سينقذ تشرشل جديد العالم قبل أن يفوت الأوان».
أمّا رئيسة الكنيست فدعت، من جهتها، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل القرارات الحاسمة التي يتوقع أن تتخذها إسرائيل. ورأت أن «حال الطورائ لم تتغير، فنحن في حرب في مواجهة حماس والتهديد الوجودي الإيراني».
وهاجم رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، الحكومة، التي رأى أنها تحذّر من الخطر الإيراني لكنها تنتهج برنامجاً سياسياً، سيقود إلى انسحاب حتى حدود 67، وسيجلب إيران إلى وسط إسرائيل. وأوضح رئيس حزب «الليكود» «أن الانسحاب الأحادي من لبنان أقام قاعدة إيرانية أولى في الشمال، والانسحاب الأحادي من قطاع غزة أقام قاعدة ثانية، هي حماستان، والانسحاب المقبل سيقيم قاعدة إيرانية ثالثة في وسط البلاد». وحذر من أن «حماس» «ستكنس بسهولة السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية كما فعلت في غزة وستسيطر على القدس بعد أن تتنازل إسرائيل عن الأماكن المقدسة».
وكان رئيس حزب «العمل» ايهود باراك قد أعلن، خلال اجتماع لكتلة حزبه، أن الغاية التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها هي تقوية عباس وفياض في المقابل إضعاف حركة «حماس» في قطاع غزة. وقال «أولي أهمية عليا لوجود عملية سياسية ويجب البحث عن كل طريق من أجل محاولة التوصل إلى اتفاقات مع الجيران الفلسطينيين وجيران آخرين»، لكنه شدد على أن كل خطوة سياسية تقوم بها إسرائيل يجب أن تكون «من خلال الحرص على المصالح الأمنية ومن دون تفكير متسرع». وخلص إلى الادعاء بأنه «في الشرق الأوسط يجب التصرف على هذا النحو، اليد الأولى تبحث عن كوة لصنع السلام واليد الثانية ثابتة على الزناد».

strong>«حماس» ستكنس بسهولة السلطة الفلسطينية من الضفة الغربية كما فعلت في غزة وستسيطر على القدس بعد أن تتنازل إسرائيل عن الأماكن المقدسة... في الشرق الأوسط يجب التصرف على هذا النحو، اليد الأولى تبحث عن كوّة لصنع السلام واليد الثانية ثابتة على الزناد