strong>مهدي السيد
تواصلت ردود الفعل على قرار لجنة فينوغراد عدم تضمين تقريرها النهائي توصيات شخصية ضد المسؤولين عن فشل عدوان تموز على لبنان، وفي مقدمهم رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في وقت كان فيه وزير الدفاع الأسبق عامير بيرتس يُقدم مطالعة تبريرية لقرار العدوان وجدواه.
وبينما نقلت صحيفة «هآرتس» عن لجنة فينوغراد قولها «ليس من واجبنا أن نقدم خطاً أدنى سياسياً يحدد ما إذا كان رئيس الوزراء مناسباً ليتولى منصبه»، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن متحدث باسم اللجنة قوله إن اللجنة المؤلفة من خمسة أعضاء لم تصدر أي بيانات في الآونة الأخيرة.
ورحب نائب رئيس الحكومة، حاييم رامون، بقرار اللجنة عدم نشر توصيات شخصية. وقال لـ«يديعوت أحرونوت»، إنه يعتقد بأن «الهدف الرئيس من وراء تشكيل اللجنة كان استخراج العبر سريعاً قدر الإمكان، وليس قطع الرؤوس»، معتبراً أن قرار اللجنة هذا من شأنه المساهمة في استقرار الحلبة السياسية الداخلية والائتلاف الحكومي.
في المقابل، وجهت محافل سياسية انتقادات شديدة الى اللجنة. ودعت أوساط حزب الليكود وزير الدفاع ايهود باراك الى الوفاء بالتعهد الذي قطعه للجمهور وبالعمل على تقديم موعد الانتخابات رغم قرار «فينوغراد».
وانضمت عضو الكنيست عن حركة «ميرتس»، زهافا غلؤون، الى حملة الانتقادات. وقالت إن أولمرت «عيّن المحققين معه وهو بذلك حكم بالموت على التحقيق». وأضافت: إنه «لا يُعقل أن من أرسل الجنود والمواطنين الى القتل بسهولة وتهور، لا ينال العقاب جراء ذلك».
من جهته، وفي كلمة له أمام لجنة مراقبة الدولة في الكنيست، انتقد بيرتس الخبراء العسكريين الذين أيدوا الحرب في بدايتها، ثم انتقدوها لاحقاً، رابطاً بين شنها وبين سلسلة عمليات الأسر. ورأى أن الحرب على لبنان جاءت في التوقيت المناسب، مُطلقاً عليها وصفاً جديداً هو «حرب الصحوة»، موحياً بذلك أنه لولا هذه الصحوة لكانت المصيبة أعظم.
وحاول بيرتس تبرير قرار الحرب بقوله إنها «لم تأت بعد حدث واحد وإنما بعد سلسلة أحداث، وإنه لو لم تقرر إسرائيل شن الحرب في اليوم الذي نفذ فيه حزب الله هجومه وأسر جنديين إسرائيليين لما تم استيعاب الحدث، وما كانت الحرب ستنشب أبداً، ومغزى ذلك: لما أمكن اكتشاف الفجوات في التحصين والملاجئ والاستعداد غير السوي، وفي المقابل كان الإرهاب سيتعلم جدوى تكرار عمليات الأسر».
واعترف بيرتس بأن «الحرب كشفت عن وجود إخفاقات خطيرة»، لكنه أشار الى أن «حزب الله أصبح يعرف اليوم أنه لم يعد قادراً على تكبيل أيدينا لأننا نخشى من إطلاقه صواريخ على الجبهة الداخلية».
وختم قائلاً إن «فترة السنة وشهرين التي مرت منذ الحرب كانت الأكثر هدوءاً في مقابل حزب الله، بالمقارنة مع السنوات العشر الأخيرة، كما أن حزب الله يلعق جراحه ومقاتليه لا يتجولون بشكل حر عند الشريط الحدودي».