strong>محمد بدير
ليبرمان يحذّر من بحث الوضع النهائي ويهدّد بـ«حلّ الحكومة»

انتقلت موجة التشاؤم إزاء فرص نجاح مؤتمر السلام، المقرر عقده في أنابوليس الشهر المقبل، إلى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، التي أعربت عن شكوكها في فرص نجاح هذا المؤتمر، في وقت لوح فيه رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان بالتسبب بحل الائتلاف الحكومي إذا طرحت قضايا الحل الدائم للبحث.
وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية إن شكوك شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تستند إلى تقدير بهذا الشأن أعدّه قسم الأبحاث التابع لها، وتمّ نقله أخيراً إلى علم القيادة السياسية في إسرائيل. ويظهر هذا التقدير تشاؤماً حيال قدرة السلطة الفلسطينية على تحمّل المسؤولية الأمنية في مدن الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن ثمة خشية في شعبة الاستخبارات من أن يكون الفلسطينيون يسعون، من خلال المؤتمر، إلى تحقيق إنجازات فورية، فيما أن تطبيق التزاماتهم المقابلة لإسرائيل، وفي مقدمها ما يُسمى «مكافحة الإرهاب»، سيؤجل أو لن ينفذ كما هو مطلوب.
وواصلت الأوساط السياسية تسليط الضوء على ضعف أبو مازن، كحجة ومبرر للتهرب من أي التزامات، فنقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية ممن عرضت عليها تقديرات شعبة الاستخبارات، قولها إنه «في رأي رجال الاستخبارات، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن ينجح في السيطرة على مدن في الضفة إذا ما نقلتها إسرائيل إلى مسؤوليته».
فضلاً عن ذلك، أعربت مصادر في شعبة الاستخبارات للصحيفة عن قلقها من «الضغوط التي تمارسها السلطة على الولايات المتحدة، للمطالبة ببادرات طيبة من إسرائيل قبل المؤتمر»، والتي تتضمن بحسب «هآرتس» الإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين، رفع حواجز، إعادة مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم إلى الضفة، تحرير الأموال التي جمدتها إسرائيل وإعادة فتح مؤسسات السلطة في شرقي القدس، والتي كانت إسرائيل قد أغلقتها في بداية الانتفاضة الثانية.
وأشارت «هآرتس» إلى أن شعبة الاستخبارات تحذر من «بئر بلا قاع» لما سمّته «البادرات الطيبة الإسرائيلية»، والتي لن ترد عليها السلطة بعملية مشابهة. وحسب الانطباع المتكون لدى شعبة الاستخبارات، فإن أبو مازن ورجاله لا يبدون أي إشارات مبادرة وجرأة في المجال الأمني، أو أي قدرة عملية على أخذ مزيد من المسؤولية إلى أيديهم. وذلك رغم التحدي المتواصل من جانب «حماس» تجاههم.
وفي السياق، نقلت «هآرتس» عن مسؤولين كبار في هيئة الأركان الإسرائيلية قولهم في مداولات داخلية إن فرص حركة «فتح» في العودة إلى السيطرة في قطاع غزة في العقد القريب المقبل طفيفة، تشبه «فرصة أن يعود ميخائيل غورباتشوف الآن إلى الحكم في روسيا».
وكررت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تحذيرها مما قالت عنه إنه محاولة «حماس» لعرقلة المؤتمر، فذكرت «هآرتس» أن الجيش الإسرائيلي قلق من سيناريوهين مركزيين: عملية استشهادية يرسل منفذها من الضفة الغربية إلى نطاق الخط الأخضر، أو محاولة تنفيذ عملية كبيرة في أحد معابر الحدود في القطاع.
إلى ذلك، هدد وزير الشؤون الاستراتيجية زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، أثناء لقائه مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير، أمس، بحل الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت إذا ما جرى بحث قضايا الحل الدائم خلال مؤتمر أنابوليس.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله إن «أي محاولة الآن لمعالجة قضايا الحل الدائم في مؤتمر أنابوليس ستؤدي إلى حل الحكومة»، في إشارة إلى سحب حزبه من الحكومة. ورأى أن «الحل يجب أن يشمل أيضاً عرب إسرائيل بحيث يكون أساس الاتفاق مبادلة أراض وسكان».
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «هآرتس»، أمس، أن نصف الإسرائيليين يؤيدون المفاوضات التي يجريها أولمرت وعباس. وأعرب 51 في المئة ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم للمفاوضات الجارية في مقابل 42 في المئة قالوا إنهم يعارضونها.
وكشف الاستطلاع وجود غالبية كبيرة تؤيد هذه المحادثات ضمن الشرائح المؤيدة لأحزاب «كاديما» و«العمل» و«ميرتس» والأحزاب العربية. وبرزت المفاجأة في أن 40 في المئة من مصوّتي «إسرائيل بيتنا» اليميني المتشدد و 28 في المئة من مصوّتي الليكود يؤيدون المحادثات. أما غالبية مؤيدي الأحزاب اليمينية الأخرى فيعارضون المحادثات.