يحيى دبوق
في ما يبدو محاولة منه للتأكيد على مواقفه المتطرفة من قضايا الصراع العربي ـــ الإسرائيلي، وبعدما تعرض لانتقادات زملائه من اليمين الإسرائيلي على خلفية مواقفه الداعية إلى ضرورة التخلي عن بعض الأحياء العربية عند أطراف القدس، دعا وزير التهديدات الاستراتيجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى تكثيف البناء الاستيطاني في هذه المدينة المحتلة، معتبراً أن إسرائيل ترتكب خطأ بعدم مواصلتها البناء في هذه المنطقة، داعياً إلى ضرورة القيام بذلك رغم المعارضة الأميركية.
وكرر ليبرمان، خلال جولة له أجراها في البلدة القديمة للقدس، برفقة أعضاء كتلة حزبه «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه، دعوته إلى تسليم الضواحي العربية لمدينة القدس إلى السلطة الفلسطينية، لأنه «لا يوجد أي سبب يجعلنا نموّل مخيمات اللاجئين كشعفاط، وينبغي نقلها إلى سلطة الفلسطينيين». وأضاف «لا أعتقد أنه يجب على دولة إسرائيل تقديم دعم مالي لمخيمات اللاجئين».
لكنه دعا في المقابل إلى مواصلة البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وقال «لا أرى فرقاً بين شرق القدس وغربها، كما أني لا أرى فرقاً في ما يتعلق بمعاليه أدوميم، وأعتقد أننا نرتكب خطأ بعدم البناء في منطقة أي ـ1، فما لنا هو لنا».
ورفض ليبرمان تفسير مواقفه ودعوته على أنها نوع من التنازل، قائلاً «نحن لا نتنازل عن أي شيء ولا يوجد في قاموسنا كلمة تنازل، ونحن مستعدون لمبادلة أراض وسكان»، موضحاً أن «اهتمامه بمبادلة أراض وسكان هو قبل كل شيء لأسباب ديموغرافية» في إشارة إلى الفصل بين اليهود والعرب.
ورأى ليبرمان أن «السيادة في كل الحوض المقدس والبلدة القديمة هي إسرائيلية، وهذا ليس محل شك وليس خاضعاً للتفاوض». وأضاف «لا نتحدث عن تنازل عن أي ملليمتر، وهذا ليس مطروحاً بالنسبة لنا، ولا يوجد عندنا مصطلح تقسيم وإنما مبادلة أراض وسكان».
وعن موقف حزبه، قال ليبرمان إن «إسرائيل بيتنا يؤيد تقديم مساعدات دولية للفلسطينيين وتحقيق الأمن للإسرائيليين، وإذا حققنا ذلك فسيكون بالإمكان البدء في التفكير بحلول سياسية، لكن ليس قبل ذلك».
وشكك ليبرمان في إمكان وجدوى انعقاد المؤتمر الدولي المقرر في أنابوليس في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني المقبل. وقال إنه حتى لو تم عقد المؤتمر في أنابوليس فإن هذا المؤتمر لن يحل قضايا، وإنما سيطرحها على جدول الأعمال فحسب.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «يعرف مواقفنا تماماً وأعتقد أن حزب شاس يوافق على موقفنا أيضاً. وفي حال انعقاد مؤتمر أنابوليس فإن أقصى ما يمكن أن يقدمه أولمرت هو تحديد القضايا وطرحها، لكن ليس البحث فيها».