strong>يحيى دبوق
«الانسحـــــاب مـــــن المــــــزارع يعـــــزّز حــــــزب اللــــــه... ولا ينفــــــع السنيــــــورة»

رفضت إسرائيل اقتراحاً تقدمت به الأمم المتحدة أخيراً، لإجراء مفاوضات حول منطقة مزارع شبعا، بعدما توصل فريق المنظمة الدولية إلى اقتناع بلبنانيتها، مشددة على أن هذه المسألة سقطت عن جدول الاهتمام الاسرائيلي، لأنها تعزّز مكانة حزب الله ولا تنفع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة.
وأفادت صحيفة «هآرتس» امس بأن مبعوث الأمم المتحدة، غير بيدرسون، تحادث مع رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، واستحسن أن تجري إسرائيل محادثات حول مزارع شبعا، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة تعتقد أن هناك صحة في الادعاءات اللبنانية حول السيادة اللبنانية على مزارع شبعا، إذ إن النتائج الموجودة لدى الأمم المتحدة تظهر أنها لبنانية، والأجدر بإسرائيل الموافقة على البدء بمفاوضات مع لبنان حولها، من اجل التوصل إلى حل».
وأضافت الصحيفة إن غلعاد رفض اقتراح بيدرسون وشدّد على أن «إسرائيل لن توافق على إجراء محادثات منفصلة حول الموضوع، بل تصر على أن أي اتفاق مع لبنان سيكون ضمن سلة واحدة، إذ إن النقاش حول المزراع سيكون في إطار نقاش شامل حول العلاقات اللبنانية ـــــ الإسرائيلية»، مشيراً إلى «وجوب تجريد المنظمات الإرهابية في لبنان من سلاحها، وإيقاف عمليات تهريب السلاح» إلى هذا البلد.
وقالت الصحيفة إن بيدرسون أرسل تقريراً إلى الأمم المتحدة أشار فيه إلى أن «غلعاد وغالبية الجهات الإسرائيلية التي التقاها، انتقدت عملية ترسيم الخرائط (التي تجريها المنظمة الدولية) لأن هناك خللاً تقنياً في العمل على موضوع المزارع».
وأشارت «هآرتس» إلى أن «الأمم المتحدة بدأت في أعقاب انتهاء حرب لبنان الثانية بإعادة العمل على ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، ومن بينها منطقة مزارع شبعا، إلا أن إسرائيل شددت على وجوب عدم مناقشة السيادة على المنطقة قبل الانتهاء تماماً من ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، بل إنها عارضت اقتراحاً لنقل المنطقة إلى حماية الأمم المتحدة» جرى تداوله في الفترة الاخيرة.
وتابعت الصحيفة إن «تقرير الأمم المتحدة المتعلق بتنفيذ القرار 1701، والمتوقع تقديمه إلى مجلس الامن الدولي في الأسابيع القليلة المقبلة، قد يتضمّن نتائج ترسيم الخرائط التي توصل إليها خبير الخرائط الدولي بعد أشهر من العمل في منطقة المزارع»، مشيرة إلى ان «الضغط الكبير الذي مارسته إسرائيل أدى إلى عدم ذكر مزارع شبعا في التقرير السابق عن القرار 1701، الذي قُدم في آب الماضي».
ورغم توجه الأمم المتحدة والكلام الصادر عن بيدرسون، تشير الصحيفة، إلى أنهم «في إسرائيل واثقون من أنه لن يطلب منهم تنفيذ خطوات هامة في موضوع مزارع شبعا، حتى بعد تقديم التقرير إلى مجلس الامن». ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها «من ناحيتنا فالموضوع أزيل نهائياً عن جدول الاعمال، ولا جدوى منه، وليس لدينا أي مجال لليونة لأن من شأنه أن يعزز حزب الله ولن ينفع السنيورة».
وقالت الصحيفة إن إسرائيل واثقة بقدرتها على إقناع الولايات المتحدة وفرنسا بعدم إجراء تسوية تتعلق بالمزارع، أقله في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن «رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت سيطرح المسألة خلال زيارته المقبلة إلى باريس في الاسبوع المقبل»، في الوقت الذي نقلت فيه عن دبلوماسي اميركي قوله إن «إسرائيل تتصرف كالنعامة (في موضوع المزارع) وتدفن رأسها في التراب».
ونقلت الصحيفة عن «مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة» قوله إن «ما نقوم به يجري وفقاً لتوجيهات الأمم المتحدة التي تعمل على ضمان تنفيذ كل بند من بنود القرار 1701، والذي يشمل أيضاً موضوع مزارع شبعا»، مشيراً إلى أنه «على اتصال حثيث مع كل الاطراف، وموضوع المزارع هو موضوع عمل تقني وموجود في دائرة الاهتمام الشديد»، مؤكداً أنه «جزء من تنفيذ القرار 1701».
وفي السياق، نشرت صحيفة «هآرتس» تقريراً عن دراسة جديدة صدرت عن جامعة حيفا لأحد مستوطني الجولان المحتل يدعى الدكتور يغآل كيفنيس، رأى فيها أن مسألة مزارع شبعا هي مسألة «من سيسيطر في نهاية الأمر على منطقة تسيطر بدورها على إصبع الجليل وشمال غرب الجولان».