حيفا ــ الأخبار
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عددها الصادر أمس، أنّ زوجة الطيّار الإسرائيلي المفقود منذ عام 1986، رون أراد، تامي، تلقّت يوم الخميس الماضي رسالة خطية كان قد كتبها زوجها قبل 21 عاماً، أي بعد أشهر من أسره في لبنان بعد سقوط طائرته في مدينة صيدا، وحصل عليها الإسرائيليون ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي أُبرمت مع «حزب الله» بوساطة ألمانية.
وفي الرسالة، التي نقلها منسّق شؤون الأسرى المفقودين في حكومة إيهود أولمرت، عوفر ديكل، كتب أراد مضامين عادية وأسئلة عن العائلة وابنته. وأطلعت تامي شقيق رون، دودو، على الرسالة وأكدّت فيما بعد أنّها فعلاً كُتبت بخط يده.
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أنّ الإسرائيليّين حصلوا ضمن الصفقة على «مقدّمة تقرير» أعدّه «حزب الله»، عن «الجهود التي قام بها لحلّ لغز اختفاء رون آراد ومصيره»، موضحةً أنّ خلاصتها تؤكّد أن التنظيم اللبناني «فشل في إيجاد الإجابة». وتابعت أن الجهاز الأمني ـــــ السياسي الإسرائيلي، ينظر حالياً في التقرير، حيث أفادت مصادر رفيعة المستوى، ومقرّبة من الملف، أنّه من المتوقّع أن يطلب الإسرائيليون من الوسيط الألماني، غيرهارد كوندر، حثّ «حزب الله» على «نقل تفاصيل إضافية» تتعلّق بأراد ووجوده في لبنان.
وأوضح المحلّل في الصحيفة وكاتب الخبر، شمعون شيفر، المقرّب من مكتب أولمرت، أنّ من المتوقّع أن يبحث متّخذو القرارات في إسرائيل، خلال الأشهر القليلة المقبلة، سؤال ما إذا كان عليهم «الاكتفاء بمعلومة إضافية ينقلها حزب الله» ومن بعدها الحسم في ما يتعلّق بإتمام التفاوض حول إعادة الجنديّين الأسيرين في لبنان، إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، في مقابل عميد الأسرى اللبنانيّين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار.
وبحسب شيفر، فإنّ مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى قال لزوجة غولدفاسر، كارنيت، «أعدك بأنّي سأعيد زوجك في القريب العاجل»، مشيراً إلى أنّ بين متّخذي القرارات في الجانب الإسرائيلي من يعي «الحاجة» إلى «تسريع التفاوض مع حزب الله لإتمام الصفقة»، في أعقاب ما حلّ في قضية أراد واختفائه من دون حسم سؤال مصيره.
وفي باريس، وصف أولمرت، خلال توجّهه للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الرسالة بأنّها «مؤثرة جداً»، إلّا أنّه رفض التطرّق إلى مسألة إن كانت تمثّل ضوءاً جديداً يخدم في حلّ لغز مصير أراد، وإن كان يتوقّع حصول تقدّم في عملية «إعادة المخطوفين من لبنان». وقال إنّ «كلّ شيء مرتبط بأراد يتم القيام به»، مضيفاً إنّ «دولة اسرائيل تشعر بفقدانها الجنود في كل يوم، ولن نوقف الجهود الكبيرة من أجل إعادة الثلاثة إلى منازلهم، وإلى عائلاتهم، في أسرع ما يمكن».