أثار كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» أول من أمس عن محاولة اغتيال مزعومة كانت ستستهدف موكب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، خلال زيارته الأخيرة في آب إلى أريحا ولقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، علامات استفهام عديدة بين الأوساط الإعلامية والسياسية داخل إسرائيل، بسبب التوقيت الذي اختير للكشف عنها، والغايات الكامنة وراءه.وسرعان ما تلاشى الغضب، الذي عمّ إسرائيل بسبب ادعاء «الشاباك» إحباط محاولة الاغتيال التي تورط فيها عناصر من «فتح» والادعاء أن السلطة الفلسطينية أطلقت سراح المتورطين فيها، ليحل محله سيل من التساؤلات تمحورت، بحسب «يديعوت أحرونوت»، حول توقيت النشر والسبب الذي جعل «الشاباك» يكشف الآن تحديداً عن معلومات كانت متوافرة لديه منذ نحو أربعة أشهر.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، اتهم الأحد، خلال جلسة الحكومة، السلطة الفلسطينية بالإفراج في أيلول عن ثلاثة عناصر من حركة فتح يشتبه في ضلوعهم بالقضية، وهو ما تبين عدم صحته.
وتساءلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن سبب «الكشف عن هذه القضية بعد أربعة أشهر مع إعطائها أكبر قدر من الدعاية؟»، مشيرة إلى أن الجواب سياسي وهو «الكشف عن مؤامرة تعزز موقع أولمرت في وجه الفلسطينيين قبل اللقاء الدولي المقرر عقده في الولايات المتحدة».
بدورها، قالت «يديعوت» إن «الكثير ارادوا معرفة لماذا استغرق الكشف عن هذه القضية وقتاً طويلاً منذ إلقاء القبض على المجموعة الإرهابية وحتى بعد الإفراج عن عناصرها من قبل السلطة (الفلسطينية)؟».
كذلك، استغربت «هآرتس» عدم إبلاغ «الشاباك» الوزراء أن اثنين من المشتبه فيهم أعادت السلطة الفلسطينية اعتقالهما.
وفي السياق، رأى الرئيس السابق «للشاباك»، يعقوب بيري، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الجانب الإسرائيلي «ضخم» القضية، فيما قال عضو الكنيست اليميني المتطرف اريه الداد إن هوية من يقف وراء النشر واضحة. وعبر ألداد عن اقتناعه بأن «الشابك» نسق توقيت النشر مع اولمرت، وأن الأمر ربما كان يتعلق بمناورة في المفاوضات بهدف تليين مطالب أبو مازن.
وقال عضو الكنيست أوفير بينس، من حزب «العمل»، إنه مقتنع بأنه لا توجد صدفة في توقيت النشر، وربط ذلك بذكرى اغتيال رئيس الحكومة السابق إسحق رابين، وذلك «لتذكير الجميع بأن اغتيال رئيس حكومة في إسرائيل هو أمر قد يحصل في هذه الأيام».
أما عضو الكنيست اليساري، دوف حنين، فقال إنه «يشكك في نيات أولمرت السير نحو عملية سياسية حقيقية»، وأنه يخشى من أن يكون أولمرت «بدأ البحث عن ذرائع لموقفه»، ملمحاً إلى أن «التوقيت، المثير جداً للاستغراب، يصب في هذا الإطار».
(الأخبار، أ ف ب)