حيفا ـ فراس خطيب
«آن الأوان لوقف الأكاذيب التي تربط بين اليهود والحرم القدسي»


نفى المدير العام لأوقاف القدس، عزام الخطيب، لـ«الأخبار» أمس، الادعاءات الإسرائيلية التي تناقلتها وسائل الإعلام عن وجود «قطعٍ أثرية في باحة المسجد الأقصى يعود تاريخها إلى الهيكل الأول قبل 2700 عام».
وشدد الخطيب على أنَّ ما «تتوارده وسائل الإعلام العبرية وما يروجون له الآن، يأتي مع اقتراب المؤتمر الدولي للسلام ليثبتوا أنهم يملكون شيئاً في باحة المسجد الأقصى».
وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد نشرت أمس أنَّ أفراداً تابعين لسلطة الآثار الإسرائيلية ممن «راقبوا أعمال الحفريات، التي بادرت إليها دائرة الأوقاف الإسلامية لمد خط كهربائي في باحة المسجد الأقصى، وجدوا آثاراً تعود إلى فترة الهيكل الأول». وأضافت أنَّ «القطع الأثرية وجدت في الزاوية الجنوبية الشرقية لباحة المسجد الأقصى وتضمنت قطعاً فخارية، وفوهة إبريق، وعظام حيوانات وغيرها».
وفي ردّه على هذه الأنباء، قال الخطيب: «إنَّ الحفريات التي تجريها دائرة الأوقاف الإسلامية في باحة المسجد الأقصى، تمّت قبل شهرين من اليوم، وليست أمراً جديداً». وتساءل: «لماذا لم تُثَر هذه القضية عندما قمنا بالحفريات، ولماذا انتظروا حتى الآن؟ ولماذا لم يصوّروا الآثار وهي في موقعها؟»، مشدداً على أن كل «شيءٍ كان مكشوفاً في حينه للزائرين والسياح وكاميرات الصحافة وما يدعيه الاسرائيليون غير علمي وغير تاريخي وليس مدروساً أصلاً».
وقال النائب العربي في الكنيست، إبراهيم صرصور (الحركة الإسلامية الشق الجنوبي)، إنه «آن الأوان لوقف هذه الأكاذيب التي تربط بين اليهود والحرم القدسي»، مضيفاً أن «إسرائيل، منذ عام 1967، فعلت كل شيء وحفرت في كل مكان ولم تنجح في إثبات أي علاقة بين اليهود والمكان الإسلامي».
وكانت «معاريف» قد نقلت أيضاً عن مسؤول سلطة الآثار في لواء القدس المحتلة، يوفال بروخ، قوله إن «في المكان الذي أجريت فيه الحفريات الأخيرة، ظهرت آثار تعود إلى القرنين السابع والثامن قبل الميلاد»، مدعياً أنه «حتى الآن لم يكشف عن آثار كهذه في باحة المسجد الأقصى نظراً لعدم وجود حفريات هناك».
هذه الادعاءات ليست جديدة، فقد أثار علماء آثار إسرائيليون القضية في الماضي، وادعوا أنَّهم كشفوا عن آثار مماثلة خلال حفريات سابقة أجرتها دائرة الأوقاف الإسلامية في عام 1999، وأنَّها تعود إلى فترة الهيكل الأول والثاني.
وقال البروفيسور غابي بركاي، الحاصل على جائزة إسرائيل في علم الآثار، أنَّ وجود الآثار «لم يترك لديه انطباعات خاصة»، موضحاً أنه وجد وطاقمه «عشرات، بل مئات الآثار المشابهة في الماضي»، ما تنفيه دائرة الاوقاف جملة وتفصيلاً وتجده ادعاء سياسياً.