strong>علي حيدر
أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس جولته الأوروبية بـ«نجاح بارز» على مستوى الموقف من المشروع النووي الإيراني، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، بعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، تأييده فرض عقوبات إضافية على طهران لإجبارها على التخلي عن طموحاتها النووية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي إيهود أولمرت، بعد مباحثات هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لطوني بلير، أن لندن «ستضغط من أجل فرض عقوبات إضافية على إيران». وأضاف: «علينا أن نُظهر أن العقوبات تعمل بنجاح، وأعتقد أن الدمج بين استعدادنا للاستمرار في مواصلة الجهود الدبلوماسية وقدرتنا على اتخاذ عقوبات كاتحاد أوروبي يوجّه رسالة قوية إلى إيران»، مشيراً إلى أن هدف العقوبات التي ستتخذها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هو «تحقيق الأهداف المرجوّة».
وقال براون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستسلم منتصف تشرين الثاني المقبل تقريراً عن إيران «سيتم على أساسه الدفع من أجل فرض عقوبات إضافية»، واصفاً سلوك إيران بأنه «غير مقبول». وأشار إلى أنه «يفضّل حتى الآن الحل الدبلوماسي»، وإن كان لا يستبعد «الخيار العسكري لمواجهة التحدي الذي تثيره طهران».
بدوره، رأى أولمرت أن العقوبات الاقتصادية «تمثّل الرسالة الصحيحة وهي فاعلة ولها تأثير مهم»، غير أنه وجدها «غير كافية». ودعا إلى فرض عقوبات إضافية على إيران «إلى الحد الذي يُجبرها على وقف برنامجها النووي».
وحاول أولمرت إبقاء إسرائيل بعيدة عن الجبهة الأمامية في مواجهة إيران، وقال: «إن الموقف من إيران ليس قضية إسرائيلية، وليست هناك جبهة موحدة بين إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد إيران. وهناك من يقود الجهود الدولية التي تُعَدُّ إسرائيل جزءاً منها».
وتطرّق أولمرت أيضاً إلى اعتداء حراس سجن النقب على الأسرى الفلسطينيين وتهديدات «حماس» في أعقاب استشهاد أحد الأسرى. وقال: «سمعت أنه جرت حادثة مع أسرى حماس المعتقلين في إسرائيل لقتلهم مدنيين إسرائيليين، ونتيجة لذلك جُرح أحدهم، ومع الأسف الشديد قُتل». وأعاد أسباب ما جرى إلى «وحشية أسرى حماس النابعة من أننا لا نطلق سراحهم، وانما نطلق سراح أسرى فتح». ووصف «حماس» بأنها «منظمة إرهابية، وإذا ما تم إطلاق سراحهم فسيقومون فوراً بنشاطات إرهابية». وتابع: «سنواصل تحرير أسرى إضافيين، لكن لن يكونوا من حركة حماس».
كما ناقش أولمرت وبراون التحضير لمؤتمر السلام الدولي. وقال براون إنه يدعم أولمرت في جهوده لتحريك عملية السلام المتوقفة، فيما رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «من المبكر» الافتراض أن القضية الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية يمكن حلها خلال ذلك المؤتمر.
وأضاف أن القمة تتركّز على إرساء أسس المفاوضات المستقبلية على المواضيع الشائكة في عملية السلام.
وكان أولمرت التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول من أمس. وشدّد الزعيمان على اتفاق وجهات نظرهما في شأن الملف النووي الإيراني، وعلى رفضها حصول إيران على السلاح النووي.
وكان أولمرت قد وصف مباحثاته مع ساركوزي بـ«الجيدة جداً»، مشيراً إلى «تطابق الآراء» في شأن العديد من القضايا. وقال: «ما كان يمكن أن أسمع عن الملف النووي ما هو أكثر قرباً من توقعاتي». وأضاف أنه ناقش مع الرئيس الفرنسي ضربة عسكرية ضد إيران، موضحاً أنهما بحثا «مجموعة واسعة من الإجراءات، وإن لم تكن بالضرورة إجراءات قصوى». وتابع: «أعتقد أننا نستطيع النجاح معها»، في إشارة إلى تشديد العقوبات الدولية.