حيفا ـ فراس خطيب
تكشف صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيليّة، في تحقيق مطوّل تنشره اليوم، أجزاءً من مسيرة رجل الأعمال الإسرائيلي الروسي الأصل، أركادي غايدماك، الذي ينوي الانخراط في المعترك السياسي الإسرائيلي، والذي يواجه منذ فترة تحقيقات في دور أدّاه في تصنيع مادّة اليورانيوم، التي تُعدّ أساسيّة في تركيبة الأسلحة الذريّة.
ويؤكّد تحقيق الصحيفة أنّ غايدماك استثمر أموالاً طائلة في شركة في شمال كازاخستان، عملت في استخراج «اليورانيوم» وتصنيعه. وتدعّم الصحيفة صحّة تحقيقها بإيراد أجزاء من تقرير أوروبي يوجّه للرجل تهم التورّط بصفقات بيع أسلحة، وخصوصاً أنّه لا يزال مطلوباً لدى السلطات الفرنسية.
وبحسب الصحيفة، استثمر غايدماك، في عام 1999، أمواله في الشركة الكازاخستانيّة التي تُدعى «كزبستون»، التي كان نشاطها الرئيسي يتركّز على استخراج «اليورانيوم»، وتصنيعه وبيعه في ما بعد.
وتشير الصحيفة إلى أنّ غايدماك استولى على الشركة لسنوات، إلى أن خضعت في عام 2004 لـ«الشركة الوطنية النوويّة لكازاخستان» في أعقاب انتقادات حادّة وجّهها له عمّال الشركة، بشأن كيفية إدارته للمؤسّسة.
وفي إفادات متعدّدة له، نفى غايدماك هذه الاتهامات، وخصوصاً التي تؤكّد علاقته بإنتاج اليورانيوم، أو أي علاقة له بامتلاك الشركة أصلاً. واتهم حكومة كازاخستان بأنّها نقلت للعمّال معلومات كاذبة.
وفي السياق، تقول الصحيفة إنّ معهداً أوروبياً يدعى Foi، يتّخذ من السويد مقرّاً له، ويزوّد جهات دولية بمعلومات أمنية، أصدر تقريراً أخيراً، انتقد فيه «وصول غايدماك إلى المواد الحسّاسة (اليورانيوم) التي ينتجها المصنع»، وخصوصاً أنّ الرجل تورّط في السابق في عمليّات تهريب وصفقات أسلحة.
وهاجم غايدماك ما ورد في التقرير، بالإضافة إلى ما أوردته «يديعوت»، واصفاً المعلومات بأنّها «نشاط إجرامي يجري بالتعاون مع جهات جنائية».
وكان مراسل «يديعوت أحرونوت» قد وصل إلى مصانع الشركة في شمال كازاخستان، والتقى عدداً من العمال، ونقل عنهم أنهم فوجئوا من نفي غايدماك لتاريخه في المصنع. وقال مندوب لجنة العمّال إنّه التقى غايدماك أكثر من مرّة. وأضاف أنّ الأخير اشترى الشركة عندما كان شريكاً لرجل الأعمال الإسرائيلي ليف ليفايف، خلال عملهما في إفريقيا، وهو ما أكّده ليفايف.
وقالت الصحيفة إنّ وحدة التحقيق في الجرائم الدولية، عثرت في منزل غايدماك على مستندٍ يتعلّق بشركة «كزبستون»، وحُقِّق معه في الموضوع. وكُتب في المستند أنّ على غايدماك «فحص سوق اليورانيوم في روسيا في عام 2004».
وكان غايدماك، الذي لا يجيد التحدّث بالعبرية، قد أعلن في أكثر من مناسبة أنّه ينوي الترشّح لرئاسة الحكومة وتأسيس حزب في إسرائيل. وصار اسمه يُدرَج في استطلاعات الرأي على أنّه مرشّح. وتواردت أنباء عن نيّته ترشيح نفسه رئيساً لبلدية القدس المحتلة.