strong>علي حيدر
نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، تقريراً عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، كشفت فيه عن تصريح لها قبل أشهر في محادثات مغلقة، أنها لا ترى في امتلاك إيران قنبلة نووية خطراً وجودياً على إسرائيل.
ويتعارض موقف ليفني مع موقف رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ومع الكثير من المسؤولين الإسرائيليين الذين يرون في المشروع النووي الإيراني خطراً وجودياً على الكيان الإسرائيلي. واتهمت ليفني، بحسب الصحيفة نفسها، أولمرت بأنه يهدف من وراء تصريحاته ومواقفه من النووي الإيراني إلى «استقطاب الجمهور الإسرائيلي من حوله عبر الترهيب»، مشيرة إلى أن «قنبلة إيرانية تسبب ضرراً كبيراً، لكن إيران لا تستطيع تدمير إسرائيل».
ونفى مكتب ليفني أن يكون موقفها مخالفاً لموقف رئيس الحكومة، من الخطر النووي الإيراني. ووصف بيان لوزارة الخارجية ما أوردته «هآرتس» بأنه «غير صحيح أساساً»، مضيفاً أن موقف ليفني واضح «من خلال عشرات اللقاءات والمحادثات التي تجريها مع قادة في العالم». ومع ذلك، أقر البيان بأن «ليفني تحفّظت على استعمال مصطلح خطر وجودي»، متذرعة بأن ذلك «يخلق شعوراً من الذعر لا حاجة إليه».
وتناول تقرير «هآرتس» العلاقة بين أولمرت وليفني وتوترها أخيراً، بعد نشر تقرير لجنة فينوغراد عن إخفاقات الحرب الثانية على لبنان. وكانت ليفني قد دعت وقتئذ أولمرت إلى تقديم استقالته فوراً. وتعرضت إثر ذلك لهجوم إعلامي منقطع النظير، فيما رأى البعض خطوتها تلك بأنها «غباء سياسي»، أدى إلى خفض شعبيتها.
وتناول التقرير أيضاً جوانب كثيرة من حياة وزيرة الخارجية والتوتر الذي يسود علاقتها بأولمرت، والذي بلغ حدّ عدم التنسيق بينهما، ما دفعها إلى كتابة وثيقة إلى أولمرت دعته فيها إلى «تقسيم المهام والعمل». وطالبت ليفني بعقد جلسة عمل مع رئيس الحكومة «مرة واحدة في الأسبوع على الأقل»، بالإضافة إلى مشاركتها في جلسات أمنية وسياسية.
وتطرقت ليفني في جزء كبير من الوثيقة، إلى المفاوضات مع الفلسطينيين. وطالبت بأن «تمثِّل وزيرة الخارجية رئيس الحكومة وحكومة إسرائيل»، وأن تدير الحوار «في مقابل المندوبين الفلسطينيين ذوي الصلة».
وتوجِّه ليفني، بحسب الصحيفة، في محادثاتها مع أصدقائها والمقرّبين منها، انتقادات شديدة لأولمرت، وخصوصاً في ما يتعلق بالساعات الستين الأخيرة من الحرب الأخيرة على لبنان. وقال أحد هؤلاء إنه «إذا فتحت ليفني فمها وتحدثت عمّا حدث في هذا الساعات، فإن البلاد كلها ستتزلزل».