مهدي السيد
أكدت صحيفة «معاريف» أمس عدم جهوزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمواجهة تهديد الصواريخ الإيرانية، أو السورية، أو حتى صواريخ حزب الله، بسبب عدم توافر العدد الكافي من الملاجئ أو من الكمامات الواقية، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة لاستخراج العبر من حرب لبنان الثانية، وتجنب أوجه الإخفاق التي ظهرت خلالها، ولا سيما ما يتعلق منها بإخفاقات الجبهة الداخلية.
جاء ذلك في خلال تقرير أعده مراسل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عامير ربابورت، كشف فيه النقاب عن أن قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي درست إمكان توزيع الكمامات الواقية من الأسلحة الكيميائية على سكان الشمال خلال حرب لبنان الثانية لخشيتها من وجود أسلحة كيميائية لدى حزب الله، لكن الفكرة سُحبت من التداول بسبب عدم توافر عدد كاف من الكمامات الصالحة للاستخدام.
وبحسب التقرير، فإن الخبر الجيد هو أن جهاز إطلاق صافرة الإنذار قد تحسن كثيراً منذ حرب لبنان الثانية، لكن السؤال الكبير الذي يُطرح هو ماذا سيفعل الإسرائيلييون في المرة المقبلة عندما تُشَغَّل هذه الصافرات؟ ذلك أن ثلث الإسرائيليين، بحسب التقرير، «لن يجدوا ملجأ أو مكاناً محصناً يختبئون فيه، بينما لن يتوافر لنصف الإسرائيليين كمامات ليحموا أنفسهم من السلاح الكيميائي الموجود لدى سوريا، وإيران، أو ربما لدى حزب الله أيضاً». ويضيف التقرير أنه «بالرغم من دروس حرب لبنان الثانية، لا يزال ثمة عيوب خطيرة جداً في استعداد الجبهة الداخلية للحرب».
ويشير التقرير إلى أن «التوتر المستمر على الجبهة السورية، وإمكان أن يقرر الرئيس الأميركي جورج بوش إحباط المشروع النووي الإيراني من طريق القوة العسكرية قبل انتهاء ولايته، يزيد من خشية اندلاع الحرب. وبحسب السيناريوات الخطيرة التي ترسمها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن الحرب المقبلة في المنطقة قد تندلع بشكل مفاجئ، وبالتالي يمكن هذه الحرب أن تكون قاسية جداً بالنسبة إلى الجبهة الداخلية وربما أشد من صدمة حرب لبنان الثانية التي شعر بها مستوطنو الشمال فقط».
ويشير التقرير إلى أنه في الحرب المقبلة «يتوقع سقوط رشقات من الصواريخ على وسط البلاد، وخاصة أن سوريا تملك كمية هائلة من السلاح الكيميائي الذي يمكنها أن تطلقه بواسطة صواريخ سكاد قادرة على الوصول إلى أي نقطة في إسرائيل. فضلاً عن ذلك، تملك إيران كمية كبيرة من السلاح غير التقليدي، حتى قبل امتلاكها القنبلة النووية الأولى. كما يمكن الإشارة أيضاً إلى الخشية من وجود سلاح كيميائي لدى حزب الله، يمكن أن يكون قد حصل عليه من سوريا. والتهديد غير التقليدي يمكن أن يتزايد في حال حصول انقلاب إسلامي في مصر، التي لديها مخزون كبير من هذا النوع من السلاح».
وبحسب التقديرات لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، فإن من شأن استخدام السلاح غير التقليدي أن يكون «خطوة يائسة تحصل قبيل انتهاء الحرب، إذا أوشك أحد الأنظمة المعادية لإسرائيل في المنطقة على الانهيار في أعقاب تلقيه ضربة إسرائيلية أو أميركية، وفي هذه الحالة لن يكون لدى ذلك النظام ما يخسره».
ويضيف التقرير أنه «في ضوء التهديد الجدي والملموس، من المثير للدهشة اكتشاف أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست مستعدة أبداً لامتصاص ضربة كثيفة، ولا سيما في حال استخدام السلاح غير التقليدي. ومن نواحي عديدة، فإن الاستعداد والجهوزية اليوم هي في وضع أسوأ مما كان عليه الحال خلال الغزو الأميركي للعراق في آذار 2003».