strong>محمد بدير
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس أن بناء جدار الفصل قد يتوقف في غضون أيام نتيجة لنفاد الاعتمادات المالية المطلوبة لمواصلة عملية البناء. ونقلت صحيفة «معاريف» عن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، قوله: «إن المال المخصص لمشروع الجدار انتهى فعلاً، ولهذا فإن الأعمال ستتوقف»، مضيفاً: «منذ الآن، لن يمكن المؤسسة الأمنية أن توقع عقوداً جديدة مع مقاولين لتنفيذ مقاطع جديدة في الجدار، وإذا لم تُعَد في عام 2008 المبالغ التي أخذت من الجدار من أجل تمويل نفقات الحرب، فلن يكون أيضاً ممكناً الالتزام مع المقاولين بالدفعات التي يستحقونها، ولن يكون هناك مفر من وقف أعمالهم».
وكانت وزارة المال الإسرائيلية قد اقتطعت في أعقاب العدوان على لبنان نصف مليار شيكل (نحو 100 مليون دولار) من موازنة الجدار لعام 2007 لغرض تمويل بعض نفقات الحرب، كتعبئة مخازن الذخيرة التي فرغت. ووعد رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، في حينه بإعادة هذا المبلغ في موازنة عام 2008 وإضافته على الموازنة الأصلية للجدار المقررة لهذا العام، التي تبلغ 1.3 مليار شيكل.
وتبلغ الموازنة الإجمالية لبناء الجدار نحو عشرة مليارات شيكل. وكان من المفترض أن ينتهي المشروع، الذي بدأ العمل فيه عام 2002، في عام 2005. إلا أن مشاكل التمويل وأخرى قانونية نشأت عن التماسات تقدم بها فلسطينيون إلى المحكمة الإسرائيلية العليا أدت إلى تأخير العمل من دون أن يكون واضحاً الموعد النهائي لإتمام البناء. وتصل الكلفة التقريبية لبناء كل كيلومتر واحد من الجدار نحو 10 ملايين شيكل، ويبلغ الطول الإجمالي لمسار الجدار 730 كيلومتراً، أُنجز حتى الآن نحو ثلثيها.
وأفادت مصادر وزارة المالية بأن قرار إعادة المبلغ الذي اقتطع من موازنة الجدار منوط بقرار رئيس الحكومة، مشيرة إلى أن بناء الجدار سيحظى بـ1.3 مليارات شيكل في كل سنة من السنوات المقبلة. وأكدت المصادر أن «التأخير الذي يمكن أن يحصل بسبب النصف مليار شيكل هو لبضعة أشهر في أقصى الأحوال».