strong>علي حيدر
جهدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في تشجيع المسؤولين الصينيين على تأييد فرض عقوبات جديدة على إيران في أسرع وقت ممكن، في وقت تتابع فيه الأجهزة السياسية والاستخبارية الإسرائيلية مسار المشروع النووي الإيراني بقلق في ظل تقديرات متشائمة حول قدرة العقوبات على عرقلته

دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس إلى السرعة في فرض عقوبات على إيران «لأن الوقت لا يعمل لمصلحتنا»، وحاولت تشجيع الصينيين على تأييدها من خلال الإيحاء بنجاعتها والقول إن «الأخبار الجيدة في هذا الموضوع هي أن العقوبات أثارت جدلًا داخلياً في إيران».
وأكدت ليفني، خلال لقاء مع الطلاب الصينيين في بكين، أن هناك «جهات كثيرة في إيران تهتم بما يجري حولها، وجزء منهم يريدون شرعية دولية». وأضافت «للعالم تأثير على إيران، ونحن نتوقع أن يتخذ المجتمع الدولي المزيد من العقوبات»، مشددة على أن «للصين دوراً حاسماً» في هذا الموضوع، لكونها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، فضلًا عن أن هناك «أهمية كبرى للإجماع على القرارات التي تتخذ».
لكن ليفني أشارت إلى أن الحرص على الإجماع «أدّى حتى الآن إلى تسويات في القرارات التي اتخذت بشأن العقوبات التي فرضت»، وهو ما «لم يكن كافياً، والعقوبات تكون أكثر نجاعة عندما تتناول المواضيع المهمة للطرف الثاني».
وكرّرت ليفني هجومها على النظام الإيراني، الذي قالت إنه «يرتكز على ايديولوجية دينية متطرفة تريد فرض مواقفها على العالم الحر، عبر منظمات إرهابية تنشط في الشرق الأوسط ومن ضمنهم حزب الله الذي يقوِّض الاستقرار في لبنان، وحماس في مواجهة السلطة الفلسطينية». وشددت ليفني على أنه «من الممنوع وصول إيران إلى نقطة الحسم التي تتمكن بموجبها من الحصول على التكنولوجيا التي تريد تحقيقها».
ووسعت ليفني من دائرة التهديدات الإيرانية لإسرائيل وقالت «إن الموضوع غير مرتبط فقط بالمشاريع النووية بل بمواقف النظام تجاه إزالة إسرائيل ومحوها من الخريطة، ونفي المحرقة».
ويُفترض أن توقّع ليفني على اتفاق سياحة مع الصين تتحول بموجبه إسرائيل إلى هدف سياحي رسمي بالنسبة لإسرائيل.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان سيقدم للحكومة في نهاية السنة الجارية نتائج وتوصيات الطواقم الاثني عشر المكلفة، بالاشتراك مع المؤسسة الأمنية، الاهتمام بمختلف جوانب الملف النووي الإيراني. وسيعرض التقرير، بحسب الصحيفة، «صورة الوضع المستجد إزاء الاستعدادات التي تقوم بها ايران تمهيداً لتصنيع القنبلة النووية وآثار الأزمة المتفاقمة على إسرائيل».
ولفتت الصحيفة إلى أن «المجلس الوزاري والحكومة قلّلا من النقاشات حول هذه القضية لكن رئيس الحكومة إيهود أولمرت يعقد جلسات دورية سرية جداً، لمتابعة هذا الملف».
وأوضحت «هآرتس» أنه على الرغم من نجاح زيارة اولمرت إلى أوروبا الاسبوع الماضي فإن الاستخبارات العسكرية «ما زالت مصرة على تقديرها بأن فرصة أن تؤدي العقوبات الاقتصادية، في نطاقها الحالي، إلى عرقلة برامج طهران، ضعيفة».
وتقدّر الاستخبارات الإسرائيلية أن بإمكان إيران أن تصل إلى قدرة نووية مستقلة في نهاية عام 2009 وما بعد، فيما تقدير الاستخبارات الأميركية، الذي تبلور قبل أشهر، أقل تشاؤماً.
وهاجم ليبرمان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتأكيده على عدم وجود أدلّة على صنع ايران قنبلة نووية. واتهمه ليبرمان بأنه «مدفوع باعتبارات ايديولوجية وبالتزام تجاه العالم الإسلامي»، وأنه «بدلًا من محاربة البرنامج النووي الإيراني، يسعى محمد البرادعي إلى تبييضه وتبريره».