strong>محمد بدير
تشهد منطقة الجليل على الحدود مع لبنان، بدءاً من أول من أمس، مناورات عسكرية واسعة يقوم بها جيش الاحتلال، وضعتها المصادر الإسرائيلية ضمن سياق استخراج العبر من حرب لبنان الثانية. ورغم أنه كان من المفترض إجراء هذه المناورات في هضبة الجولان المحتلة، إلا أنها نُقلت إلى منطقة الجليل لتهدئة السوريين وطمأنتهم، وفق ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي زار لهذه المناسبة، منطقة الجليل الأعلى، والتقى مع مسؤولي الأمن في المستوطنات الشمالية وأطلعهم على الوضع عند الحدود الشمالية. وقال باراك، للصحافيين، إنه «في مقابل التوتر الذي شهدناه نهاية الصيف، طرأ الآن هدوء معين»، كاشفاً عن أنه قبيل المناورة العسكرية التي جرت هذا الأسبوع، بعثت إسرائيل برسائل واضحة إلى السوريين، بهدف الحيلولة دون أي تفسير آخر للمناورة.
بدوره، وصل ظهراً رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية، والتقى رئيس الأركان غابي أشكنازي وكبار الضباط. وتلقى أولمرت، خلال زيارته، تقريراً عن المناورة وعن نتائجها حتى الآن. ونقل موقع «معاريف» الإلكتروني، عن محافل مقربة من أولمرت، قولها إنه «عبر عن رضاه، وشد على أيدي القادة».
تجدر الإشارة إلى أنه رغم مرور أكثر من عام على عدوان تموز الذي شنه الجيش الإسرائيلي على لبنان، يواصل هذا الجيش التدرب لتطبيق العبر التي استُخرجت من تلك الحرب. وبالفعل، أدرجت الأوساط الإسرائيلية المناورة العسكرية ضمن هذا السياق، حيث أشارت إلى أن هذه المناورة الواسعة تجري بمشاركة كل أذرع الجيش وأسلحته، ويجري خلالها التعامل مع جملة السيناريوات المتخيلة في قطاعين قتاليين.
وبحسب الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، فقد حرص الجيش الإسرائيلي على إطلاع الجانب السوري على أمر إجراء هذه المناورة بواسطة الأمم المتحدة.
ونقل موقع «معاريف» عن ضابط رفيع المستوى في المنطقة الشمالية قوله إن «هذه المناورة، بسبب حجمها والسيناريوات المطبقة فيها، تهدف إلى فحص عملية الدمج بين الأذرع، ومعرفة إلى أي حد أسهمت التدريبات في ذلك، ولمعرفة إذا ما كانت القوات الإسرائيلية قد تعلمت من أخطائها، فضلاً عن تقدير وضع هذه القوات، كي تكون مستعدة لكل سيناريو ولكل احتمال».
وشدد الضابط نفسه على أن «قرار أشكنازي بنقل هذه المناورة من هضبة الجولان إلى منطقة الجليل، إنما يهدف إلى منع أي توتر إضافي مع سوريا، وأن هذا الأمر لا يمس بمستوى وبنوعية المناورة، التي ما زالت في بدايتها».