أعلن مسؤولون في قوات «الحشد الشعبي»، أمس، عودتهم لاستئناف المشاركة في معركة تكريت بعد تراجعهم منتصف الأسبوع الماضي احتجاجا على مشاركة مقاتلات «التحالف الدولي» في المعركة بطلب رسمي من الحكومة العراقية.وقال المتحدث باسم «عصائب أهل الحق»، نعيم العبودي، إن «فصائل المقاومة الإسلامية ستعود لتحرير ما تبقى من محافظة صلاح الدين بعد الاتفاق الذي جرى مع رئاسة الوزراء والمتضمن انسحاب قوات التحالف من المعارك»، من دون أن يحدد تاريخا معينا.

ويوم الأربعاء الماضي، قررت فصائل أبرزها «سرايا السلام» و»عصائب أهل الحق» و»كتائب حزب الله» تعليق مشاركتها بمعركة تكريت بعد تدخل «التحالف الدولي» بقصف أهداف لتنظيم «داعش». وعلى مدى اليومين الماضيين، عقدت سلسلة اجتماعات بين قادة الفصائل في بغداد مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ومسؤولين أمنيين وسياسيين تمهيدا لاحتواء الأزمة ولضمان عودتهم للمشاركة في العمليات العسكرية الجارية في تكريت.
وأمس، قال المتحدث باسم «منظمة بدر»، كريم النوري، إن «قادة الحشد الشعبي أبلغوا رئيس الوزراء أن ما تبقى من مدينة تكريت لا يتطلب تدخل التحالف الدولي»، مضيفا أن «تحقيق النصر في تكريت مرتبط بتولي طائرات القوة الجوية العراقية وطائرات الجيش (العراقي) مسؤولية دعم القطعات العسكرية على الأرض».
وفي مؤشر على لغة المهادنة والتهدئة التي بدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي يتخذها تجاه قوات «الحشد الشعبي»، وصف أمس خلال لقائه رئيس مجلس النواب الاميركي، جون بونر، قوات «الحشد الشعبي» بأنها «مؤسسة تابعة للدولة»، مضيفاً في بيان أنّ «المعركة التي نخوضها في صلاح الدين يشارك فيها الجميع من قوات امنية وحشد شعبي وابناء عشائر من مختلف المكونات وهي دليل على التلاحم الشعبي البطولي بين ابناء البلد الواحد».
وإلى جانب زيارة المسؤول الأميركي، استقبلت بغداد أمس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي أتى من مصر بعد حضوره قمة الدول العربية، والتقى خلال زيارته مع العبادي والرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري اضافة الى رئيس البرلمان سليم الجبوري.
وعقب اللقاء، قال العبادي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، إن «العراق يخوض معارك نهائية في صلاح الدين، والنصر أصبح باليد، وقريبا نُعلن النصر فيها ونتبعها في الأنبار والموصل». وأشار إلى أن العراق يتعرض لخطر الإرهاب ومن «حق الحكومة اللجوء إلى المجتمع الدولي للمساعدة، لكن دون قوات برية، وإنما بغطاء جوي للمساندة".
من جهته، قال وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، إن «العراق يُحارب تنظيماً إرهابيّاً ينتمي عناصره إلى ما يقارب 62 دولة»، مشدداً على ضرورة أن «تقف دول العالم إلى جانب العراق كرد فعل إنساني لمواجهة الإرهاب المعولم». ودعا الوزير «الأمم المتحدة لتقديم المزيد من الدعم الخدمي، والإنساني لأكثر من مليونين ونصف مليون نازح الذين يعيشون ظروفا صعبة».
في سياق منفصل، بحث الملك الأردني، عبدالله الثاني، خلال استقباله في عمان نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي، «الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الارهاب ومواجهة خطر العصابات الارهابية وفكرها المتطرف»، بحسب البيان الصادر عن الديوان الملكي، الذي أكد «وقوف الأردن الدائم إلى جانب أشقائه العراقيين، في سبيل سعيهم لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، وتحقيق الوفاق بين جميع مكوناته». وشدد على «ضرورة دعم الحكومة العراقية للتعامل بكل حزم مع هذا الخطر، الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة»، كما اكد حرص بلاده «على تعزيز العلاقات الأردنية العراقية والبناء عليها في مختلف المجالات وبما يعود بالنفع على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين».
من جهته، اعرب النجيفي عن «تقدير بلاده للمواقف الكبيرة للملك في دعم العراق وشعبه، وسعيه الدؤوب لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة». وتأتي زيارة النجيفي بعد اسبوع على زيارة مماثلة لرئيس «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي»، عمار الحكيم.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن «وكالة الانباء الرسمية الايرانية» مقتل عنصرين من الحرس الثوري الايراني كانا منتشرين في العراق كمستشارين في الحرب ضد تنظيم «داعش» بضربة من طائرة اميركية من دون طيار. وقالت الوكالة التي اشارت الى دفنهما في ايران، ان الرجلين قتلا في 23 اذار بضربة من طائرة من دون طيار خلال عملية في تكريت في شمال العراق.
ونفى البنتاغون اي ضلوع في الغارات في 23 اذار. وقال المتحدث باسم قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط، اومار فيلاريل، ان «قوات التحالف بدأت الضربات قرب تكريت في 25 اذار بعد يومين على هذا الحادث الذي جرى التداول به، ولم تتم اي ضربة في تكريت او قربها في 23 اذار». واضاف «بالاضافة الى ذلك، ليس لدينا اي معلومات تؤكد هذه المزاعم بان ضربات التحالف ادت الى مقتل عناصر» من الحرس الثوري.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)