strong>محمد بدير
حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية أمس من إمكان اشتعال مواجهة جديدة على الحدود الشمالية «في أية لحظة» في ظل تنامي القوة البشرية والعتادية لحزب الله ووصول قواته إلى حالة الجهوزية. كما حذرت المصادر نفسها من احتمال اندلاع حرب مع سوريا في حال انسحاب الاحتلال الأميركي من العراق أو شن هجوم أميركي على إيران

نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس عن محافل عسكرية في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي قولها إن «الحرب مع حزب الله قد تندلع في أي يوم وأية ساعة، بل في أية دقيقة ولحظة، إذ إن مقاتلي حزب الله لا يزالون منتشرين في القرى الشيعية في الجنوب اللبناني، مثل بنت جبيل وعيتا الشعب، وهم على جهوزية لتلقي الأوامر لاستئناف الهجمات على إسرائيل».
وأضافت هذه المحافل أن حزب الله لا يزال يتحكم «ببعض المحميات الطبيعية التي تحوي مخازن سلاح وأماكن لتدريب المسلحين، في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني، رغم انتشار نحو ثلاثة عشر ألف جندي من الجيش اللبناني وخمسة عشر ألف جندي دولي من اليونيفيل» في هذه المنطقة، مشيرة إلى «عمليات التجنيد التي يقوم بها حزب الله للتعويض عن (النقص في الأفراد بسبب) قتلى الحرب، وإجراء تدريبات حية لمقاتليه على الوسائل القتالية المضادة للدبابات، إضافة إلى إقامة شبكة اتصالات خاصة في جميع أنحاء الجنوب اللبناني منعاً لمراقبته».
وتابعت الصحيفة، نقلاً عن هذه المحافل، إن هذه الصورة القاتمة المدعومة من قيادة المنطقة الشمالية، ترى وجود عوامل خارجية يمكن أن تؤدي بدورها إلى الحرب، ليس فقط مع حزب الله، بل أيضاً مع سوريا، «مثل انسحاب أميركي سابق لأوانه من العراق، أو ضرب المنشآت النووية الإيرانية»، رغم إقرار هذه المحافل بأن العام الماضي كان الأكثر هدوءاً على طول الحدود اللبنانية في العقود الثلاثة الماضية.
وأكدت هذه المحافل أن «السياسة الإسرائيلية في هذه الأثناء هي المراقبة والانتظار، إذ إنها غير معنية باتخاذ الخطوة الأولى (نحو المواجهة)، بل انتظار الطرف الآخر والرد على الهجوم»، مشيرة إلى أن «سيناريوات هذه المواجهة قد تبدأ من خلال إقدام حزب الله على محاولة خطف جندي إسرائيلي» من جديد.
ووفقاً لمسؤولين رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي، تضيف الصحيفة، فإن «إسرائيل قد تعلمت الدرس جيداً وستستفيد في أية معركة مقبلة مع حزب الله من المزايا الهائلة في القوة النارية والأعداد الكبيرة من الدبابات التي تملكها، إضافة إلى وحدات المشاة»، مشيرة إلى أن «التغيير في أسلوب الجيش الإسرائيلي لُمس خلال مداولات الأركان لمناقشة خطط شراء الأسلحة للعام المقبل، إذ سيُرَكَّز أكثر على سلاح البر ودبابات الميركافا وحاملات الجند المدرعة، وبدرجة أقل على القوة الجوية». وأكدت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، كان قد حدد نهاية الصيف الجاري موعداً نهائياً لاستكمال الجيش لجهوزيته استعداداً لحرب محتملة مع حزب الله وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن قائد اللواء 300 في الجيش الإسرائيلي، العقيد أوفيك بوخاريس، قوله إنه ينظر إلى الجيش الإسرائيلي على أنه وقع في أخطاء في الحرب الأخيرة، ويجب عليه إجراء تغييرات تمكِّنه من النصر في الجولة المقبلة. وأشار قائد اللواء المنتشر على الحدود مع لبنان إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي سياسة جديدة، إذ إن «أي عنصر مسلح من حزب الله يدخل المنطقة (على الحدود) فللجنود الإسرائيليين صلاحية أن يطلقوا النار عليه».
وتحدث الضابط الإسرائيلي للصحيفة عن إشرافه على «غزوات» يقوم بها الجنود الإسرائيليون إلى «ما وراء السياج الحدودي، من دون أن يتجاوزوا الخط الأزرق والحدود الدولية، كي يُظهروا لحزب الله والجيش اللبناني أن إسرائيل ستظل تحافظ على سيادتها على جميع أراضيها».