علي حيدر
ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن أعضاء في الكنيست من حزب «كديما» يعارضون الخطوات السياسية التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخاصة في ما يتعلق بإجراء تبادل أراض ضمن إطار اتفاق دائم.
ويبرر معارضو أولمرت موقفهم، بحسب «هآرتس»، بأن «تنازلات محتملة ستقدمها إسرائيل للسلطة الفلسطينية من شأنها أن تقوِّض التأييد الشعبي لحزب كديما». وأعرب عدد من أعضاء الحزب عن استيائهم من كون أولمرت لا يطلع أعضاء الكتلة في الكنيست على المحادثات التي يجريها مع الرئيس الفلسطيني. ولذلك يطالب هؤلاء بعرض تفاصيل «وثيقة المبادئ» التي تحدثت التقارير الإعلامية الاسرائيلية عن عزم أولمرت صياغتها مع عباس لطرحها على «اللقاء الدولي» المفترض عقده في تشرين الثاني المقبل في واشنطن.
ولمعالجة هذه المشكلة داخل حزبه، ذكرت «هآرتس» أن أولمرت بصدد إلقاء خطاب سياسي أمام مجلس حزب كديما في 20 أيلول الجاري لطرح تفاصيل «وثيقة المبادئ» بهدف حشد تأييد سياسي من حزبه لخطواته السياسية.
ويشار إلى أن النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون، المقرب من أولمرت، هو الذي بادر إلى عقد اجتماع مجلس كديما. وأكد رامون، تعليقاً على انتقادات المعارضين، أن كل خطوة سياسية سيقوم بها أولمرت بعد أن يحظى بدعم كديما والتحالف الحكومي والجمهور الإسرائيلي عموماً. ودافع رامون عن أولمرت بالقول إنه «يملك ما يكفي من الخبرة ليدرك أنه يتوجب إعداد الأرضية السياسية والتحدث مع الوزراء وأعضاء الكنيست وأعضاء مجلس كديما، ولا يمكن المضي قدماً في الموضوع السياسي من دون ضمان الجبهة الداخلية السياسية في جميع النواحي».
ولكن المعارضة المتوقعة تتجاوز حزب كديما، إذ يتوقع ان تشمل الائتلاف الحكومي، حيث يعارض كل من إسرائيل بيتنا اليميني وشاس الحريدي تنفيذ انسحابات من الضفة الغربية في إطار اتفاق مع الفلسطينيين. وكان رئيس «إسرائيل بيتنا» ووزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان قد طالب أولمرت أخيراً بتزويده بإيضاحات حول «وثيقة المبادئ» التي قد يتوصل إليها أولمرت مع عباس.
ومن أبرز معارضي أولمرت داخل حزب كديما مارينا سولودكين ودافيد طال وعتنيئيل شنلار وزئيف إلكين وشاي حرميش ووزير الأمن الداخلي أفي ديختر الذي أعرب عن قلقه من احتمال إجراء مبادلة أراض بين إسرائيل والفلسطينيين وأن تسلم إسرائيل من خلالها الفلسطينيين أراضي في منطقة غرب النقب الواقعة شمال قطاع غزة في مقابل ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية.