strong>تعزيز محمود عباس... بالأمن والاقتصاد
أعلن مسؤولون في القدس المحتلة أمس أن مبعوث اللجنة الرباعية للسلام طوني بلير يعدّ خطة توضح خطوات عملية يتّخذها المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون وكبار مسؤولي قطاع الأعمال تدريجياً لمحاولة تعزيز احتمالات السلام.
وقال مسؤولون مشاركون في المحادثات التي يجريها بلير في إسرائيل إنه «من المتوقع أن تطالب الخطة إسرائيل باتخاذ سلسلة من الخطوات، بما فيها تخفيف قيود التنقّل في الضفة الغربية». وأضافوا إن الخطوات بالنسبة إلى الجانب الفلسطيني ستركز في البداية على دعم سيطرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمنية على الضفة، وهو شرط إسرائيلي رئيسي مسبق لإزالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش التي تقيّد الحركة هناك.
وإلى جانب دعم قوات الأمن التابعة لعباس، قالت مصادر إسرائيلية إن الخطة ستسعى إلى توسيع برنامج للعفو عن مقاومين فلسطينيين. وقال مسؤولون إن بلير سيساعد على حشد التأييد لتنفيذ برنامج ضمان اجتماعي فلسطيني تديره الحكومة لإبعاد الفلسطينيين عن المنظمات الخيرية التي تديرها «حماس».
وقال قادة لقطاع الأعمال إن من المتوقع أيضاً أن تحدد الخطة مشروعات تنمية اقتصادية معينة، من بينها منطقة صناعية تركية إسرائيلية فلسطينية في الضفة الغربية.
وقالت مصادر في الحكومة الإسرائيلية إن «الهدف هو تحديد جدول زمني تقريبي لتنفيذ خطوات تدريجية مجدية تهدف إلى تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين وزيادة الثقة الإسرائيلية بعباس».
لكن المسؤولين أضافوا إن رئيس الوزراء إيهود أولمرت «لا يريد أن تضع الخطة مواعيد محدّدة للتنفيذ». وقال أحدهم إن «ذلك من شأنه أن يثير توقعات قد لا يمكن تحقيقها بسبب التطورات الأمنية».
ولم يؤكد متحدث باسم بلير الإعداد للخطة ولم ينفها. وقال «حتى اليوم لا خطة عمل. عندما نعد خططاً، سنناقشها عن قرب شديد مع الفلسطينيين والإسرائيليين».
إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في مؤتمر صحافي مع نظيرها الإيطالي ماسيمو داليما أمس، «يمكن أن تؤدي التوقعات الكبيرة في بعض الأحيان إلى الإحباط ويمكن أن يؤدي الإحباط، وخصوصاً في المجتمع الفلسطيني، إلى العنف». وأضافت «أحب أن أرى توقعات أكثر واقعية».
وتابعت ليفني إن «مؤتمر السلام المرتقب في تشرين الثاني ينبغي أن يتبنّى أوسع أرضية مشتركة، ويمكن أن يمثّل بداية عملية أكثر واقعية بين إسرائيل والفلسطينيين».
في المقابل، انتقد القيادي في «حماس» صلاح البردويل أمس جولة بلير. ورأى أنها «ليست سوى جزء من مخطط كامل يمهّد لحرب في المنطقة ويدفع الدول العربية إلى التطبيع المجاني مع إسرائيل».
وقلّل البردويل من أهمية الرهان على جولة مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، في إحداث اختراق جوهري في عملية السلام. وقال «بالتأكيد نحن لا نعلق أي آمال على هذه الزيارة، لأنه لا نيات حقيقية للسلام، ولا عملية سلام في المنطقة على الإطلاق، وأعتقد أن عملية خطيرة يجري الإعداد لها في المنطقة كشن حرب على إيران أو سوريا». وأضاف «وهذه العملية سيكون آخر المستفيدين منها (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس المنساق وراء الإملاءات الأميركية والإسرائيلية مدفوعاً بغضبه من حماس».
(رويترز، أ ف ب، د ب أ)