أظهرت دراسة نشرت نتائجها أمس أن اليهود الأميركيين الشبان غير الأرثوذوكس (غير الملتزمين بالتقاليد الدينية) يبدون فتوراً متزايداً، إن لم يكن ابتعاداً، عن تأييد إسرائيل في اتجاه من غير المرجّح العدول عنه.ووجدت الدراسة أن الاندماج في المجتمع الأميركي، بما في ذلك الزواج من أتباع الديانات الأخرى، والميل للنظر إلى اليهودية على أساس ديني لا عرقي، جزء مما يحدث.
وقال نائب رئيس مؤسسة «أندريا وتشارلز برونفمان» الخيرية الراعية للدراسة، روجر بينيت، «بالنسبة إلى جيل آبائنا، كان السؤال المهم هو كيف ننظر إلى إسرائيل. أما بالنسبة إلى جيل مواليد ما بعد عام 1976 فالسؤال حقاً هو: لماذا يجب علينا أن ننظر إلى إسرائيل؟».
وأضاف «إلى أن يدرك الناس أن إجراء حوار صحي وحيوي عن إسرائيل هو الخطوة الأولى نحو وجود ارتباط ذي مغزى، فربما يكون الحوار عن إسرائيل الذي يجري في أميركا غير ذي جدوى قبل أن تحتفل إسرائيل بمرور مئة عام على قيامها».
ووجدت الدراسة أنه «ربما كان هناك تغير كبير في مشاعر الارتباط (بين اليهود وإسرائيل)، إذ يتحول الدفء إلى عدم اكتراث، بل ويتحول عدم الاكتراث إلى انسلاخ تام».
وكشفت الدراسة أن 48 في المئة فقط من يهود الولايات المتحدة ممن هم دون الـ35 عاماً يرون أن تدمير إسرائيل سيمثل لهم مأساة شخصية، مقارنة مع 77 في المئة ممن هم في الخامسة والستين من العمر أو أكثر. وإلى جانب ذلك، رأى 54 في المئة فقط ممن تقل أعمارهم عن 35 عاماً أنهم «مرتاحون إلى فكرة وجود دولة يهودية»، مقارنة مع 81 في المئة ممن هم في الخامسة والستين أو أكثر.
وكانت مستويات التأييد أعلى بين اليهود الأميركيين الذين زاروا إسرائيل، بغض النظر عن سنّهم.
ويعيش نحو ستة ملايين يهودي في الولايات المتحدة. وتظهر دراسات مسحية أن نسبة الذين يذهبون للكنيس، منهم 40 في المئة تقريباً يمكن تصنيفهم بأنهم إصلاحيون ليبراليون، و32 في المئة من المحافظين، وثمانية في المئة من اليهود التقليديين (الأرثوذوكس).
وتعتمد النتائج على عيّنة شملت 1704 من اليهود غير الأرثوذوكس استُطلعت آراؤهم كتابةً في عامي 2006 و2007. وقال القائمون على الدراسة إنهم استبعدوا اليهود الأرثوذوكس لأنهم يميلون عادة إلى تأييد إسرائيل بقوة.
وقال ستيفن كوهين من كلية الاتحاد العبري، والذي شارك في إعداد الدراسة، إن يهود أميركا «يزدادون ميلاً إلى فكرة الأميركية إزاء ما يعنيه أن يكون المرء يهودياً.. هوية دينية في الأساس».
لكن مدير لجنة الحياة اليهودية المعاصرة ليهود أميركا، ستيف بايمي، قال إن الدراسة وجدت أن لا صلة بين السياسة وتراجع التأييد لإسرائيل، أي أن هذا التراجع ليس كما يفترض كثيرون نتيجة لنهج إسرائيل إزاء عملية السلام أو للمشاكل المرتبطة بالتعددية الدينية في البلاد.
(رويترز)