strong>محمد بدير
في خطوة استباقية والتفافية، طرح وزير «التهديدات الاستراتيجية» الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ما سمّاه «وثيقة رؤيا» لحزب «إسرائيل بيتنا»، أجمل فيها نظرته اليمينية المتشددة إزاء جملة من المسائل التي تشغل الاهتمام الإسرائيلي العام، بدءاً بالموقف من المفاوضات مع الفلسطينيين وعملية السلام ومبادئها، مروراً بكيفية مواجهة التهديدات التي تتربص بإسرائيل، وصولًا إلى مسائل داخلية تتعلق بشروط المواطنة داخل الدولة.
وقد أثار «البرنامج السياسي» لليبرمان، علامات استفهام عديدة لجهة توقيت نشره من جهة، والجهات التي يصوّب عليها من جهة ثانية، وذلك على خلفية الربط بين موعد نشرها ومضمونها؛ فمن حيث التوقيت، يأتي إعلان ليبرمان رؤيته السياسية في وقت تتكثف فيه الاتصالات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية. أما من حيث المضمون، فيمثّل المحتوى رسالة واضحة من ليبرمان إلى أولمرت بشأن الخطوط الحمر السياسية، التي يؤدي مسّها إلى خروج ليبرمان من الائتلاف الحكومي، وهي بذلك تشكل خطوة استباقية والتفافية من ليبرمان.
وتنسف وثيقة ليبرمان المبدأ الذي قامت على أساسه عملية السلام منذ مؤتمر مدريد، وذلك من خلال اعتراضه على مبدأ «الأرض مقابل السلام». ويرى ليبرمان، بحسب «هآرتس»، أن هذا المبدأ «خاطئ ومضلِّل يقود نحو فشل مؤكد. وأن التنازلات الإقليمية لا تقود إلى السلام، بل إلى «التصعيد واستفحال الإرهاب». ويرفض ليبرمان، اتفاقية المبادئ التي يجري الإعداد لها بين أولمرت، ومحمود عباس، إذا ما اعتمدت على هذا المبدأ. ويقترح «تبادل مناطق وسكان من أجل الفصل بين الشعبين». ويقول إن «المحاولات لتحقيق هدفين في آن واحد ـــــ السلام والأمن ـــــ تبين أنها آمال كاذبة وأوهام نهايتها خيبة الأمل».
وفي الشأن السوري، يرى ليبرمان أن أي «استفزاز» سوري حتى لو كان بسيطاً، ينبغي الرد عليه بحزم، ويكون الرد قوياً وشاملًا وحازماً من إسرائيل، مشيراً إلى أن «سيطرة السوريين على لبنان، عن طريق حزب الله وباقي الجهات المؤيدة لسوريا، ترفع معنويات السوريين وحلفائهم وتزيد من حوافزهم في الصراع مع إسرائيل. وقد تجر هذه الأوضاع سوريا و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله إلى مغامرات خطيرة قد تُحوّل الحدود الشمالية لدولة إسرائيل إلى نقطة غليان حاسمة». وأضاف أن «كل نصر بالنقاط، وعدم تحقيق نصر كاسح، ستكون له تداعيات خطيرة تأتي بالمصائب على إسرائيل».
ولم يوفر ليبرمان فلسطينيي 48 من طروحاته، إذ دعا الى سن قانون مواطنة جديد تكون المواطنة فيه مشروطة «بإعلان الولاء لدولة إسرائيل دولةً يهودية، والتعهد بخدمة دولة إسرائيل في إطار خدمة عسكرية أو خدمة مدنية بديلة».