هآرتس ـ رؤوبين بدهتسور
في أيار 1967، عندما بدأ التوتر بين مصر وإسرائيل، لم يكن أحد في الشرق الأوسط يريد الحرب، لكنها اندلعت في 5 حزيران رغم ذلك. لم تكن هناك أي ذريعة عملياتية داهمة وحيوية لتنفيذ طلعات لطائرات مقاتلة فوق الشمال السوري في منتصف الليل. إن من قرر إطلاق الطائرات وأمر الطيارين بأن يخترقوا جدار الصوت كان يدرك جيداً مستوى التوتر العالي، وربما فهم بشكل غير صحيح معنى التسلل إلى الأراضي الإقليمية السورية وإمكانية ألا يكتفي السوريون برد تصريحي. يسهل أن نخمن رد إسرائيل لو كانت طائرات قتالية سورية تسللت إلى أراضيها واخترقت جدار الصوت فوق حيفا.
لا ينبغي تهميش هذا الحدث بالقول إنه مجرد عملية اعتيادية أخرى لسلاح الجو. كما حصل قبل أربعين سنة، يمكن للطرفين أن يفقدا السيطرة على التطورات، ويمكن لحرب أن تندلع بسبب خطأ في فهم نيات الخصم، من دون أن يخطط أحد لتوقيتها. من الجدير الإنصات وعدم الاستخفاف برد وزير الإعلام السوري، محسن بلال، الذي قال أمس إنه «لا ثقة لسوريا بإسرائيل التي أثبتت أنها ليست معنية إلا بالعدوان، لا بالسلام». وعندما يكونون في دمشق مقتنعين بأن نية إسرائيل مهاجمة سوريا، فإن من شأنهم أن يقرروا هناك بأنه لا مفر من ضربة استباقية. لا يعني ذلك أن الحرب ستشتعل غداً، ولكن إذا كان قادة الجيش الإسرائيلي يظنون أن في وسعهم دوماً أن يوجهوا الأمور في منطقتنا وأن يتحكموا بمدى التوتر حيال سوريا، فإنهم قد يفاجأون.
صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي تحلق فيها طائرات سلاح الجو في سماء سوريا. في الحالات السابقة، ابتلع السوريون المهانة ولم يردوا. لكن أحداً لا يضمن أنه سيكون بوسع (الرئيس بشار) الأسد في المرة المقبلة كبح جماح جنرالات جيشه، الذين لا بد أنهم يشدون على أسنانهم ويرغبون في الرد بعملية عسكرية على الاستفزاز الإسرائيلي.