هآرتس ـ عاموس هرئيل
في بعض الأحيان لا يتطلب الأمر أكثر من صورة. صحيح أن إسرائيل حافظت على صمت ليس من طابعها في أعقاب الإعلان السوري أمس، لكن مقطع الفيديو الذي سلمه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الاحتفال في هيئة الأركان بمناسبة رأس السنة، يقدم خلاصة القصة بثماني ثوانٍ: رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي كان يبتسم للجميع، يسلم على نائبه اللواء موشيه كبلينسكي، الذي يحييه هو أيضاً.
التوتر بين سوريا وإسرائيل لا يزال قائماً، لكن يبدو أن هذه المعضلة قد انتقلت يوم أمس إلى الملعب السوري. لم يصدر عن مصر أو الأردن أو تركيا أي إدانة. إسرائيل بدت أقل قلقاً مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة.
الرضى الحذر الذي أظهره مسؤولون عسكريون وسياسيون كبار في ساعات المساء يشير إلى تطورات إيجابية، بعد أشهر من عدم الثقة. لكن فيض التصريحات، هذه المرة، جاء من الجانب السوري.
هل يمكن أن تشعل هذه الحادثة الحرب؟ هذا بالطبع هو السؤال الكبير بالنسبة إلى إسرائيل الآن. الرسائل غير الرسمية التي صدرت يوم أمس من القدس تبتغي التهدئة، والتوضيح انه لا يوجد أي سبب لصدامات واسعة.
الحقيقة أن (الرئيس السوري بشار) الأسد في معضلة. فمن جانب، يصعب ضبط النفس إزاء ما يبدو أنه خرق إسرائيلي كبير للسيادة السورية. ومن جانب آخر، مع الكثير من الحمولة على الظهر (تهريب السلاح إلى حزب الله، ودعم الإرهاب في العراق)، من غير الواضح إذا كان الرئيس السوري سيسارع إلى الفعل.
إن أصل نشر البيان عن دخول الطائرة قد يشير إلى أن السوريين ينوون الرد. فمن جهة، لماذا بادرت سوريا إلى نشر خبر عن حادث لم تتطرق إليه إسرائيل؟ ومن جهة آخرى، التجربة المتراكمة من هجمات إسرائيلية سابقة تظهر أن الأسد اتجه نحو عدم الرد السريع.
يمكن أن تأخذ سوريا وقتاً كبيراً للتغلب على الصدمة المتعلقة بالهجوم الحالي. وإلى الآن، من الممكن الافتراض أن خرق سيادتها فتح حساباً من ناحية الأسد، الذي ينوي أن يوازنه في المستقبل.
يجب أن نأمل أن تنتهي هذه القصة من دون حرب. وفي كل الأحوال، يقف في الجانب الثاني قائد تفكيره غير مفهوم دائماً من المخابرات الإسرائيلية. بشار الأسد ليس إسرائيلياً ولا يفكر مثل الإسرائيلي. من المحتمل أن يكون رده مختلفاً جداً عمّا يبدو في الجانب الإسرائيلي خطوة منطقية ومتوقعة.