strong>علي حيدر
«ينــفّذون عملــيات شــجاعة وغــير تقلــيدية لا تتــوقف للــحظة»

لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، للمرة الأولى أمس، إلى عملية الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء السورية ليل الأربعاء الخميس الماضي، مشيراً إلى أن تفاصيل عمليات كهذه لا تُكشف دائماً للجمهور.
وعقدت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية أمس، في ظل تعتيم متواصل على عملية خرق الأجواء السورية. وقال أولمرت، في مستهل الجلسة ومن دون أن يذكر سوريا بالاسم: «إنني أكنّ التقدير للجيش الإسرائيلي وقادته الذين ينفذون عمليات شجاعة وغير اعتيادية لا تتوقف للحظة واحدة». وأضاف: «هذه العملية، بطبيعة الحال، من نوع العمليات التي لا يمكن دائماً الكشف عن أوراقها أمام الجمهور. ثمة عمليات كثيرة تنفذها إسرائيل ضد التنظيمات الإرهابية، وسيتواصل تنفيذ تلك العمليات من دون تردد. كل من يرسل إرهابيين، ستوجّه إليه ضربات في كل مكان».
وكان لافتاً أمس منع الصحافيين من الاقتراب من الوزراء لتجنيبهم سيل الأسئلة بشأن انتهاك الأجواء السورية. وجرى التشديد على الوزراء وحثّهم على الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بخصوص العملية الإسرائيلية.
ورافق أولمرت إلى جلسة الحكومة رئيس الشاباك يوفال ديسكين، بعدما استدعاه من قاعة الجلسات، «للتعبير عن التقدير لدوره في العمليتين الأخيرتين، في سوريا وفي قطاع غزة».
ورغم الاهتمام الإسرائيلي الرسمي والصحافي بما يمكن أن تقوم به سوريا رداً على الاعتداء الإسرائيلي، قلّل وزير شؤون المتقاعدين رافي إيتان من أهمية الأقوال التي أدلى بها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس، بأن دمشق تدرس الرد على اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء السورية.
وقال إيتان، للإذاعة الإسرائيلية، إنه «لا يجب أن ننفعل من أقوال الشرع». ورأى أنه «يخطئ كل من يعتقد أن الأمر مع سوريا سيُحل بين ليلة وضحاها». وأضاف أنه «يوجد في سوريا 15 منظمة إرهابية، ولا يمكن أن تكون هناك رغبة في السلام وفي الوقت نفسه يجري تصدير الإرهاب».
وفيما شكّكت جهات أمنية بأن تكون وجهة الرئيس السوري بشار الأسد في المدى الفوري نحو الحرب، لم تستبعد المنظومة الأمنية، حتى الآن، إمكان أن يحاول السوريون الرد على خرق الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية، بإطلاق صواريخ إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أو أن يردوا في وقت لاحق، ربما عبر «منظمات إرهابية» متعاطفة معهم.
وذكرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن وزراءً وضباطاً رفيعي المستوى في الجيش تطرّقوا إلى ما حدث، وأنهم أعربوا عن رضاهم عن التطورات وطريقة اتخاذ القرارات في الأزمة حيال سوريا.
وفي الجلسة نفسها، قدم رئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، تقريراً أمنياً قال فيه إن حركة «حماس» تعمل على ترميم قواعدها في الضفة الغربية. وأضاف أن الحركة «تبذل في الفترة الأخيرة جهداً متواصلاً من أجل تنفيذ هجمات تنطلق من الضفة الغربية وقطاع غزة» على أهداف داخل إسرائيل. وتابع أن «ثمة تصاعداً في عدد المحاولات لتنفيذ هجمات، وخلال الأسبوع الماضي حصل إحباط هام جداً لهجوم بالتعاون ما بين الشاباك والجيش الإسرائيلي».
وأكد ديسكين أن «لقطاع غزة دوراً كبيراً في توجيه مسارات الإرهاب في الضفة. وفي موازاة ذلك، تتواصل أعمال التهريب المكثفة (للأسلحة) من مصر إلى القطاع».