قدم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ايلان مزراحي، استقالته من منصبه بعدما تبين له أن «الثقافة السياسية في إسرائيل» تمنعه من تأدية مهماته.ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» على شبكة الانترنت عن مزراحي قوله أمس إنه «في ظروف الثقافات السياسية وغير السياسية السائدة في دولة إسرائيل، فإن مجلس الأمن القومي ليس قادراً على تأدية دور مركزي كما يستحق».
وتولّى مزراحي المنصب على مدى 17 شهراً بدأت في شهر حزيران من العام الماضي وسينهي مهماته في الأول من تشرين الثاني المقبل.
وكان مزراحي، الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز «الموساد»، قد أعرب في الماضي عن نيته الاستقالة من رئاسة مجلس الأمن القومي مرات عديدة. وقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت هذه المرة على الاستقالة.
ويفترض بمجلس الأمن القومي أن يركز التقارير والسياسات في الناحيتين الأمنية والسياسية ويقدمها للحكومة. وقدم مزراحي عشرات التقارير خلال فترة توليه رئاسة المجلس عن إيران وسوريا ولبنان والسلطة الفلسطينية، لكنه رأى أن مجلس الأمن القومي لا يقوم بمهماته ولا بواجبه كما ينبغي.
ومنذ أن قررت حكومة إسرائيل إنشاء مجلس أمن قومي، تولّى رئاسته ستة أشخاص ولم تتجاوز ولايتهم مدة عام واحد، وهم دافيد عبري وغدعون شيفر وعوزي ديان وأفرايم هليفي ويسرائيل ميخائيلي وغيورا آيلاند.
وأنهى غالبية رؤساء مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مهماتهم على خلفية مشابهة لتلك التي أنهى مزراحي مهماته بسببها، وهي خلفية ترتبط بموقع المجلس في دائرة صناعة القرار الاستراتيجي في إسرائيل ومدى تأثيره فيها.
وكان مراقب الدولة الإسرائيلي ولجنة فينوغراد التي تحقق في أداء القيادة السياسية والعسكرية خلال حرب لبنان الثانية قد أوصيا بتعزيز مكانة مجلس الأمن القومي وتحويله إلى الهيئة المركزية المرافقة لرئيس الوزراء أثناء فترات السلم وأثناء حالات الطوارئ مع التركيز على دور المجلس في حالات الطوارئ، وذلك بدلاً من المستشارين السياسي والأمني لرئيس الوزراء، اللذين يقومان بمهمات مجلس الأمن القومي.
وفي أعقاب توصية لجنة فينوغراد، عملت الحكومة الإسرائيلية على تعزيز مكانة مجلس الأمن القومي فقط من خلال نقل مكاتبه إلى مكتب رئيس الوزراء.
كذلك دعمت هذه التوصيات لجنة خاصة أقيمت من أجل تطبيق توصيات فينوغراد وترأسها رئيس الأركان السابق أمنون ليبكين شاحك. وقد تم توسيع صلاحيات رئيس مجلس الأمن القومي الذي كان عليه أن يبقى على اتصال دائم مع أولمرت. لكن في الواقع كان مزراحي تابعاً لرئيس طاقم مستشاري رئيس الوزراء يورام طوربوفيتش.
(يو بي آي)