حيفا ــ فراس خطيب
هاجم «الاستفزاز» الإسرائيلي الجوّي لدمشق


انتقد العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي سعيد نفّاع، الذي يزور دمشق حالياً، الخرق الإسرائيلي للأجواء السورية، ورأى أنه «عملية استفزازية من الدرجة الأولى».
وقال نفّاع، في تصريح للصحافيين بعد لقاء وفد من فلسطينيي 48 مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، إن إعلان سوريا الخرق «يحتوي على رسالة مهمّة جداً، ويضع الضوء الأحمر أمام الحكومة الإسرائيلية ألا تلعب بالنار وتحاول تسخين المنطقة».
واتهم نفّاع الحكومة الإسرائيلية بعدم الجدية في سعيها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط «إلا إذا كان على مقاسها»، محذّراً من أن شبح الحرب لا يزال قائماً بين سوريا وإسرائيل بسبب «النوايا العدوانية» لإسرائيل.
وأعرب نفّاع عن استعداده والوفد المرافق لتحمّل تبعات زيارة دمشق وعقد لقاءات مع القادة السوريين، حتى لو وصلت إلى المحاكمة. وقال: «نحن على دراية وعلى علم بأن إسرائيل لن تمرر (الزيارة) مرور الكرام، لكن أعضاء الوفد على أتم الاستعداد لدفع أي ثمن مهما كان في سبيل تجذير وترسيخ مسيرة التواصل مع سوريا».
وفي حديث لوسائل إعلام عربية وعبرية في فلسطين المحتلة، قال نفاع، الذي يمثّل «التجمع الوطني الديموقراطي»، إنه إذا حُقِّق معه وقُدِّم إلى المحاكمة فإنه «سيسهل الحياة على (وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي) ديختر، ويتنازل عن الحصانة البرلمانية». وأضاف: «إذا كان ثمن التواصل مع سوريا هو المحاكمة فليحاكموني».
يُذكر أنَّ نفّاع سافر الخميس الماضي ضمن وفد يضم 330 رجل دين درزياً لزيارة سوريا، في إطار التواصل بين العرب الدروز وأهلهم في هذا البلد، ما أثار سخط المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووزير الأمن الداخلي، الذي أعلن أول من أمس نيته تقديم نفّاع ورجال الدين إلى التحقيق.
وانضم النائب العربي الدرزي، مجلّي وهبة، من الحزب الحاكم «كديما»، إلى ديختر في مهاجمة نفّاع ورجال الدين، مشدداً على ضرورة «وضع حدٍ لهذه الظاهرة»، التي رأى أنها «خطر على أمن الدولة». وهاجم وهبة بشدة «صنّاع الدعاية لعزمي بشارة وأتباعه»، مدّعياً أن الوفد الذي سافر إلى سوريا «لا يمثل أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل».
ودانت اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات، المنبثقة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أمس، تصريحات ديختر. وشدّدت، في بيان، على أن العلاقة مع سوريا، كما هي مع أي بلد عربي، «علاقة طبيعية مع بعدنا الطبيعي، وهي حق لا نقبل إخضاعه للسياسة الإسرائيلية القمعية العدوانية، ولن نقبل أن تكون مرجعيته اتفاقات إسرائيل والتطبيع الرسمي مع هذا البلد العربي أو ذاك».
ورأت اللجنة أن تصريحات ديختر وحملة التحريض من قادة إسرائيليين عديدين، تندرج في إطار «التحريض والملاحقات السياسية والدينية لقادة وأفراد جماهير شعبنا في الداخل». وحذّرت «كل من تسوّل له نفسه العنصرية تقديم أعضاء الوفد إلى القضاء، من أنه سيواجه جماهيرنا وكل أطرها ومؤسساتها، كذلك فإن أي اعتداء على الحق بالتواصل، وعلى من يمارسه، هو ملاحقة سياسية قومية ودينية، لن ندعها تمرّ، بل نتحداها ونستمر في تواصلنا».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد رفضت التصريح لرجال الدين الدروز بزيارة سوريا تحت حجة الدواعي الأمنية.