يحيى دبوق
تناغم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز امس مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت، وحاول بدوره بث رسائل تهدئة تجاه دمشق، بعد نحو اسبوعين على التوتر المتبادل اثر خرق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية، مشيراً الى أن «العصبية» بين الدولتين انتهت، وأن تل أبيب مستعدة لإجراء «مفاوضات سلام مباشرة» مع دمشق

قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، خلال كلمة ألقاها أمس أمام نحو 120 مراسلًا أجنبياً في مقر إقامته في القدس المحتلة: «أعتقد أنني أتحدث بنعومة إذا قلت إن العصبية بيننا وبين سوريا قد انتهت، وما قاله رئيس الوزراء (ايهود أولمرت أول من أمس) كان صحيحاً وقيل بوضوح. إننا مستعدون للتحدث مباشرة مع سوريا حول السلام». وأضاف «إننا صادقون وجديون، لذلك لا داعي للتعليق على شائعات وتكهنات» في إشارة إلى العدوان على سوريا.
وأوضح بيريز «لقد اضطررنا لأن نخوض سبعة حروب وانتفاضتين، أي أننا خضنا حرباً كل سبع سنوات، والآن نأمل صنع سلام مع الفلسطينيين والسوريين ومع كل الدول العربية في المنطقة». وتابع: «إن الحروب اليوم لا تحصل من خلال دبابات وبوارج، بل أصبحت حروباً تستخدم فيها الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، فقد أصبحت الحروب عابرة للقارات أكثر منها جغرافية، وقد تدنت أهمية الحدود بين البلدان، والأبعاد والأهمية أكبر للاقتصاد في يومنا».
وتطرق بيريز إلى الوضع الاستراتيجي لإسرائيل فرأى أن «ما من سبب لأن نكون عصبيين من الناحية الاستراتيجية، فلكل دولة مشاكلها الأمنية، ولا سبب لأن نكون عصبيين من الناحية الاقتصادية أو السياسية». ودعا بيريز الدول المحيطة بإسرائيل إلى المشاركة في العملية السياسية، مشيراً إلى أن أهمية استمرار عملية السلام أهم من أي وقت مضى «ليس فقط لأنفسنا أو للمنطقة، بل للعالم أجمع». وتأتي أقوال بيريز غداة تصريحات مشابهة أطلقها أولمرت أثناء لقائه وسائل إعلام إسرائيلية ناطقة باللغة الروسية، قال فيها إنه يؤيد إجراء مفاوضات سلام مباشرة مع سوريا «إذا نضجت الظروف لذلك، ومن دون شروط أو مطالب مسبقة».
وأثارت تصريحات اولمرت ردود فعل منتقدة من طرفي الخريطة السياسية في إسرائيل. وفيما رأى أعضاء كنيست يمينيون فيها «محاولة لبيع الجولان بعدما فشلت محادثاته مع (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن»، شكك أعضاء كنيست عرب بصدقية نواياه ورأوها تضليلًا تمهيداً لجر المنطقة إلى مغامرات أخرى.
وقال عضو الكنيست، أرييه ألدار، من حزب الاتحاد القومي اليميني المتطرف، إن «أولمرت يتصرف مثل مفلس مستعد من أجل بقائه السياسي أن يبيع ما لا يملك، وهو يحاول بيع الجولان الآن»، فيما رأى عضو الكنيست من حزب الليكود، يولي أدلشتاين، أن «سخافة إعراب (أولمرت) عن تقديره لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد يجب أن تشعل الضوء الأحمر وسط أحزاب الائتلاف ليعملوا على إسقاط الحكومة منعاً لجر الدولة نحو هاوية أعمق من التي عرفناها قبل عام».
في المقابل، قال عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي «إن من يقول إنه يريد المفاوضات لا يرسل الطائرات لانتهاك السيادة السورية وقصف أراضيها»، فيما رأى النائب طلب الصانع أن «الحكومة الإسرائيلية تجر المنطقة، عبر انعدام مسؤوليتها، نحو مواجهة»، مشيراً إلى أنها «تتحدث عن السلام وتتوجه نحو الحرب».
إلى ذلك، اظهر استطلاع اسرائيلي للرأي أن شعبية اولمرت حققت ارتفاعاً ملحوظاً (15 نقطة) بعد الحديث عن اختراق الطائرات الحربية الاسرائيلية للاجواء السورية في الاسبوع الماضي، في وقت اعربت فيه غالبية الاسرائيليين من غير فلسطينيي 48 عن تأييدها «للعملية الاسرائيلية فوق سوريا». وأعرب 35 في المئة من المستطلعين عن رضاهم عن أداء اولمرت. إلا ان 63 في المئة منهم قالوا إن ادائه ليس جيداً.