يحظى الشهيد نمر النمر برمزيةٍ وخصوصية لدى الشعب البحريني، لكونه نصيراً لحراكه، وأبرز معارضٍ للتدخل العسكري السعودي في سحق انتفاضة 14 شباط 2011. وهذه المواقف هي أحد أبرز التهم الموجهة للشيخ من قبل النظام السعودي. من هنا، شكّلت جريمة الاغتيال صدمة كبرى للرأي العام البحريني المعارض، الذي هبّ لإشعال الشارع باحتجاجاته، بالرغم من تهديدات وزارة الداخلية البحرينية بملاحقة المعارضين لإعدام الشيخ النمر، واستفزازات رئيس وزراء البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة، و«السقوط الأخلاقي» لوزير الخارجية، خالد بن أحمد آل خليفة، الذي وصف الشيخ الشهيد بـ "العميل المقبور".
ويرى المعارض البحريني، علي الفايز، أن جريمة إعدام النمر جاءت بقرار سياسي بالانتقام منه، لمطالبته بحقوق شعب الجزيرة العربية، وشعب البحرين خصوصاً".
ويتضح، بحسب معارضين بحرينيين، أن النظام السعودي، ومن خلال إعادم النمر، في حالة تصعيد ورفضٍ لأي نوعٍ من الحوار السياسي، والهدف كسر أي معارضةٍ، وخنق أي صوت مطالب بالديموقراطية واحترام حقوق الإنسان. تصعيد امتد ليصل إلى البحرين حيث يبدو أن نظام آل خليفة سيزايد على نظام آل سعود. تمثل ذلك في تصريحات رئيس وزراء البحرين، خليفة بن سلمان آل خليفة، بدعم جريمة إعدام الشيخ النمر.
عمّت التظاهرات البحرين فور انتشار خبر استشهاد النمر

ويستشعر المعارضون أنفسهم بالخطر المحيط بقادة المعارضة المعتقلين في البحرين حيث استهدفت النيابة العامة في مرافعتها الأمين العام لجمعية الوفاق، الشيخ علي سلمان، حين طالبت بإنزال أقصى العقوبة بحقه، فيما لو لم يثبّت حكم الأربع سنوات. يضيفون "نحن بالتالي أمام تصعيد مجنون يقوده آل سعود، ويتبعهم عائلة آل خليفة، دون أي مبررٍ أو مسؤولية".
ويرى المعارض البحريني، إبراهيم العرادي، أن آل سعود عبارة عن «منظمة إرهابية بغطاء ملكي»، أرادت باغتيال النمر أن "تُسكت الرأي العام المعارض في شبه الجزيرة العربية، والبحرين تحديداً، وحتى في البلدان المجاورة"، معرباً عن قناعته بأن "الاحتجاجات الغاضبة ستتصاعد ضدهم بوتيرةٍ أكبر".
ويشير العرادي إلى أن "آل سعود يدّعون أنهم يستمدّون أحكامهم من القرآن والسنة النبوية، فيما هما بعيدان كل البعد عنهم"، مضيفاً أن "اغتيال النمر جاء لإرضاء تنظيم داعش الإرهابي الذي بارك هذه الجريمة في بيانه". وأضاف أن "اغتيال الشيخ لن يُسقط راية المطالبة بالديموقراطية من هذه المنظومة الإرهابية الفاسدة، وأن الجيل الذي تربى على نهج وفكر الشيخ سيحمل هذه الراية، ليصبح النمر شبحاً مخيفاً آخر لطموحات آل سعود، ولتؤسس دماؤه مرحلة جديدة من التحديات ضدّهم على الصعيد الداخلي والخارجي". ويعتقد العرادي أنه "لولا الغطاء الدولي، والأميركي خاصة، لما أقدم آل سعود على تنفيذ هذه الجريمة".
ويضيف العرادي أنه فور انتشار خبر استشهاد النمر، الذي كان حتى آخر لحظاته نصيراً للثورة في البحرين، عمّت التظاهرات الشعبية عموم المناطق البحرينية، رغم آلة القمع الأمنية، وفاءً لدماء الشيخ.
ويرى العرادي أن "المعارضة البحرينية في تهديدٍ مستمرٍ من قبل نظام آل خليفة، المستنسخ من نظام آل سعود وسلوكه"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "إذا أقدم نظام آل خليفة على مزيدٍ من التصعيد الجنوني في وجه المعارضة، فذلك سيعجّل بلا شك في سقوط عرشه المتهاوي".