تتعامل إسرائيل مع المفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1) في لوزان على أنها محكومة بالتوصل إلى تفاهمات. وعلى هذه الخلفية يوزع مسؤولوها انتقاداتهم ويؤكدون المخاوف من تداعيات أيّ تفاهم أو اتفاق نووي مع طهران. ورأت إسرائيل على لسان رأس الهرم السياسي، بنيامين نتنياهو ضرورة الإبقاء على العقوبات، إلى أن تغيّر إيران سياساتها الإقليمية وتوقف دعمها لحركات المقاومة، والكف عن مواصلة التهديد بإزالة إسرائيل من الوجود.
وعبّر نتنياهو عن دهشته من استمرار المفاوضات في لوزان في الوقت الذي يعلن فيه مسؤول إيراني رفيع، في إشارة إلى قائد قوات التعبئة العامة التابعة للحرس الثوري، محمد رضا نقدي، أن «مسألة إزالة إسرائيل ليس أمراً خاضعاً للتفاوض». ورأى نتنياهو أن التنازلات التي «عرضت على إيران خلال المفاوضات تهدد أمن إسرائيل والشرق الأوسط والسلام العالمي».
ولفت إلى أن هذا هو «الوقت المناسب لأن يصر على اتفاق أفضل»، مشدداً على أن الاتفاق الأفضل هو الذي «يعيد البنية التحتية النووية لإيران إلى الوراء بشكل جوهري، والصفقة الأفضل هي التي ينتج منها ربط بين إزالة القيود على برنامجها النووي وبين تغيير سلوك إيران» في إشارة إلى سياساتها الإقليمية.
واعتبر رئيس الحكومة المكلف أنه ينبغي لإيران إيقاف سياساتها العدوانية في المنطقة، ووقف دعم حركات المقاومة والكف عن التهديد بإزالة إسرائيل.

قدّر يعلون أن مفاوضات لوزان لن تنسف على الرغم من الخلافات بين أطرافها

وأوضح أنه يوافق مع القائلين على أن «ادعاءات إيران عن سلمية برنامجها النووي، لا تتماشى مع اصرارها على الحفاظ على منشآتها النووية تحت الأرض»، متجاوزاً حقيقة أنها لم تقم بذلك إلا من أجل حماية هذه المنشآت من أي اعتداءات خارجية، إسرائيلية كانت أو أميركية. والأمر نفسه ينسحب، برأي نتنياهو، على اصرارها على تمسكها بأجهزة الطرد المركزي ومصنع المياه الثقيلة. وذهب إلى التشكيك بنيات إيران السلمية من خلال سعيها لامتلاك وتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات، وتصعيد نشاطاتها الإرهابية في المنطقة، واستثمار كل طاقاتها في نشاطات حربية.
وفي مناسبة أخرى، اكد نتنياهو المصالح المشتركة بين تل أبيب وواشنطن، بالرغم من الخلافات التي تطفو على السطح بين حين وآخر. ووصف نتنياهو الصداقة مع الولايات المتحدة بأنها كالصخر الجلمود في هذه المنطقة حيث تنهار الدول وينطلق التطرف.
من جهته، قدّر وزير الأمن موشيه يعلون أنه بالرغم من الخلافات التي ظهرت خلال المفاوضات في لوزان، إلا أنه «لن يكون هناك نسف للمفاوضات بين الأطراف»، لافتاً إلى أن إيران تريد إزالة العقوبات عنها فوراً، «لكنهم ما زالوا مصممين على جسر الفجوات مع الأميركيين».
ورأى يعلون أن الإيرانيين لا يحتاجون إلى مواصلة الأبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي، ولا منشآت تحت الأرض إلا اذا كانت النيات الذهاب في مسار عسكري.
وأكد أن موقف إسرائيل من هذه القضية لم يتغير، وأنه لا يزال يعتبر أن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من توقيع اتفاق سيئ.
وكان للرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين موقفه الذي أعرب فيه عن قلقه من أن إسرائيل قلقة من احتمال تزويد إيران بأسلحة نووية وأن هذه القضية ليست مشكلة إسرائيل فقط، بل مشكلة العالم بأسره.
وأضاف ريفلين خلال اجتماع مع عضو الكونغرس الاميركي مايكل ترنير، أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتذكر تصريحات زعماء إيران التي أدلوا بها حتى في الأمم المتحدة وأنكروا فيها حق إسرائيل في الوجود.