strong>«دايلي تلغراف»: دمشق تمتلك الترسانة الأضخم والأكثر تقدّماً من الأسلحة الكيميائية في الشرق الأوسط
أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا تمت بالتنسيق بين واشنطن وتل أبيب، التي نقلت معلومات استخبارية إلى الإدارة الأميركية تفيد بأن السوريين يبنون موقعاً نووياً بمساعدة كوريا الشمالية، فيما أشارت صحيفة «دايلي تلغراف البريطانية» إلى أن هدف الغارة تم تدميره بالكامل، مستندة إلى صور من الأقمار الاصطناعية الأميركية، مدّعية أن دمشق تمتلك «أضخم ترسانة من الأسلحة الكيميائية وأكثرها تقدّماً في الشرق الأوسط».
ونقلت «واشنطن بوست» عن مصادر حكومية أميركية قولها إن قرار إسرائيل شن الغارة على ما تشك بأنه موقع نووي سوري اتخذ بعد تبادل للمعلومات مع الولايات المتحدة. وأضافت المصادر أن إسرائيل أخطرت الرئيس الأميركي جورج بوش خلال الصيف بوقائع مفادها أن السوريين يبنون موقعاً نووياً بمساعدة كوريا الشمالية.
وأوضحت المصادر نفسها أن البيت الأبيض قرر عندها عدم الرد فوراً، خوفاً من تعقيد المفاوضات الصعبة الجارية مع كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.
وتابعت أن «الولايات المتحدة قد تكون قدمت لإسرائيل تأكيداً على صحة هذه المعلومات، استناداً إلى ما جمعته الاستخبارات الأميركية، قبل أن تقدم الدولة العبرية على شن هذه الغارة، التي نفذت ليلاً للحد من مخاطر سقوط ضحايا مدنيين».
وذكرت الصحيفة نفسها أن هدف الغارة الإسرائيلية يقع في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية. وقال خبير في شؤون الشرق الأوسط، قابل أحد الطيارين الذين نفذوا الغارة، إنهم «أبلغوا بالهدف بعدما أقلعوا من قواعدهم في إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أنه «تبقى نوعية المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية ومدى حجم التعاون السوري ـــ الكوري الشمالي وجدية الجهود السورية لبناء مشروع نووي غير مؤكدة، ما أثار احتمال أن تكون كوريا الشمالية تقوم بشحن مواد لم تعد بحاجة إليها فقط».
وقال الخبير في الشؤون الاستخبارية في معهد «بروكينغز»، بروس رايدل، «ليس هناك أدنى شك بأن غارة رئيسية قد وقعت، والهدف كان ذا أهمية كبرى». وأضاف «جاءت الغارة في وقت كان فيه الإسرائيليون قلقون جداً من حرب مع سوريا وأرادوا التقليل من احتمالات هذه الحرب. واتخذ القرار بشن الغارة على الرغم من الخوف من أن تؤدي إلى اندلاع حرب. ويعكس هذا القرار مدى أهمية الموقع المستهدف بالنسبة للمخططين العسكريين الإسرائيليين».
وادّعى رايدل أن إسرائيل «كانت على علم منذ فترة طويلة بالاهتمام السوري في تطوير أسلحة كيميائية وبيولوجية»، لكنه أوضح أنه «إذا قررت سوريا الذهاب أبعد من ذلك، فإن إسرائيل ستعتبر أن ذلك خط أحمر حقيقي».
وقال السفير الأميركي السابق لدى سوريا، مدير معهد «بايكر» إدوارد جيريجيان، إنه لاحظ، عندما كان في إسرائيل خلال الصيف الجاري، «وجود قلق كبير في الدوائر الإسرائيلية الرسمية حول الوضع في الشمال، وخصوصاً في ما إذا كان الرئيس بشار الأسد يملك الحساسية نفسها للخطوط الحمراء مثل والده».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف» أن أجهزة استخبارات ووكالات حكومية غربية تعتقد بأن سوريا تملك «أضخم ترسانة من الأسلحة الكيميائية وأكثرها تقدّماً في الشرق الأوسط». وأضافت «يُعتقد أن سوريا تمتلك ما بين 60 إلى 120 صاروخ «سكود سي» و200 صاروخ «سكود بي»، التي يصلها مداها إلى نحو 500 كيلومتر، وقادرة على ضرب المدن الإسرائيلية الكبرى وجهّزت بعضها برؤوس كيميائية»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة اتهمت رسمياً سوريا باختبار أسلحة كيميائية عام 2003.
وأضافت الصحيفة أن سوريا «اعتمدت على فرق من الخبراء الكوريين الشماليين لصيانة هذه الصواريخ مع أنها روسية الصنع، نظراً لأن صواريخ نودونغ لدى بيونغ يانغ مصممة على طراز صواريخ سكود»، مشيرة إلى أن دمشق وقّعت اتفاقية دفاع مشتركة مع إيران لتزويدها أيضاً بصواريخ «شهاب 3»، وهي النسخة المعدلة من صواريخ «سكود» الروسية و«نودونغ» الكورية الشمالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين «أولوا اهتماماً خاصاً بهذه النشاطات، لكن شكوكهم تزايدت بعد وصول سفينة شحن كورية شمالية إلى ميناء طرطوس السوري في الثالث من أيلول الجاري لا يعرف ما إذا كانت تحتوي على مكونات نووية».
وقالت الصحيفة إن سوريا «تمتلك مفاعلاً صغيراً صيني الصنع للأبحاث النووية في قرية دير الحجر في ضواحي العاصمة دمشق يخضع لمراقبة دائمة من قبل مفتشي الأمم المتحدة». غير أنها أشارت إلى أن التقارير الإسرائيلية «تقول بأن السوريين يمتلكون مجمعاً نووياً سرياً في محافظة دير الزور الواقعة شرق البلاد لا يُعرف ما إذا كان يُستخدم كمركز للأبحاث أو كمخزن للصواريخ البالستية».
وأضافت «ديلي تليغراف» «ما هو واضح أن أي شيء كان في المجمع السري في دير الزور، وأثار قلق الإسرائيليين لم يعد موجوداً بعد الآن، حيث أظهرت الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية الأميركية كومة من الأنقاض والركام إثر قيام ثماني قاذفات إسرائيلية من طراز إف 18 بتدمير الموقع، كما فعل الإسرائيليون من قبل، حين دمروا المفاعل النووي في العراق عام 1981».
(الأخبار، يو بي آي، د ب أ)

عندما كنت في إسرائيل خلال الصيف الجاري، لاحظت وجود قلق كبير في الدوائر الإسرائيلية الرسمية حول الوضع في الشمال، وخصوصاً في ما إذا كان الرئيس بشار الأسد يملك الحساسية نفسها للخطوط الحمراء مثل والده