strong>استنفـــار إسرائيلي في «يـــوم الغفـــران»
أكّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكينازي، في حديث للإذاعة العسكرية أمس، أنّ قوّاته تبذل كلّ ما في وسعها لتجنّب مفاجأتها من جانب العدوّ كما حصل في «يوم الغفران» عام 1973، حين شنّت القوّات السوريّة والمصريّة هجوماً مباغتاً على قوّات «تساحال».
وقال أشكينازي، في ذكرى تكريم الجنود الذين سقطوا في حرب عام 1973، «نبذل ما في وسعنا لتجنّب أن يفاجأ تساحال ويؤخذ على حين غرّة وأن يجد نفسه في وضع مماثل لما كان عليه» قبل الحرب المذكورة، وذلك في تصريحات تأتي على خلفيّة التوتّر الذي يخيّم على العلاقات مع دمشق إثر الغارة التي شنّتها إسرائيل على سوريا في السادس من الشهر الجاري.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي أبقى يوم أمس على حال تأهّب قصوى عند الحدود مع سوريا، وألغى عدداً من الإجازات الممنوحة لجنوده بمناسبة «يوم الغفران». وقال الجيش، في بيان له، «نظراً للتهديد الإرهابي الكبير خلال يوم الغفران، وتطبيقاً لقرار وزير الدفاع (إيهود باراك)، سيتمّ تطبيق إغلاق عام في الضفة الغربية وقطاع غزة». وبموجب هذا الإجراء يمنع على فلسطينيي الضفة الغربية دخول إسرائيل بما فيها القدس الشرقية التي ضمتها الدولة العبرية «باستثناء الحالات الإنسانية»، ما حال دون أداء آلاف الفلسطينيين الصلاة في المسجد الأقصى في الجمعة الثانية من رمضان.
وقال المتحدث باسم الجيش، ميكي روزنفيلد، إنّ الشرطة رفعت مستوى التهديد إلى الدرجة الثالثة التي تليها الدرجة الأقصى، والتي يتم إعلانها في حالات الحرب فقط. وانتشر آلاف من عناصر الشرطة يعاونهم متطوّعون في محيط الأسواق والأماكن العامّة، وتمّ تعزيز الإجراءات الأمنية في الكنس خشية وقوع هجمات. كما تمّ إلغاء عدد من الإجازات الممنوحة للجنود بمناسبة العيد.
وتجمّع منذ الصباح آلاف الفلسطينيين على حاجز قلنديا، نقطة العبور الرئيسية لسكاّن الضفة الغربية إلى القدس المحتلّة، ووقع عراك بالأيدي بين الجنود والفلسطينيين الذين أصيب أحدهم بجروح طفيفة. ونشر الاحتلال تعزيزات لمنع حدوث اضطرابات، واستخدم الجنود مكبرات الصوت لحضّ الجموع على إخلاء المنطقة.
من جهة أخرى، منع الجيش الإسرائيلي النائب الفلسطيني، الوزير السابق مصطفى البرغوثي، من دخول القدس المحتلة، وتمّ احتجازه على حاجز الرامّ شمالي قلنديا على ما أفاد مكتبه.
أمّا سكّان قطاع غزة، فلا يمكنهم الانتقال في أيّ حال إلى إسرائيل، إلّا في حالات استثنائية جداً. وللقيام بذلك، عليهم المرور بمعبر إيريز المغلق خلال «يوم الغفران» على غرار كل المعابر الحدودية مع اسرائيل.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل ترى أنها انتصرت في النهاية، بعد ضربات موجعة تلقتها، إلّا أنّ حرب عام 1973 لا تزال تُعتبر، بعد 34 عاماً على وقوعها، مأساة بالنسبة إلى الدولة العبرية التي انهارت أسطورة «قوّتها العسكرية التي لا تقهر»، بعدما قُتل 2700 إسرائيلي.
(رويترز، أ ف ب)