علي حيدر
أعلنت إسرائيل أمس رفضها «البدء بالمداولات» للانسحاب من مزارع شبعا المحتلة، مشيرة إلى أن انسحاباً كهذا سيكون على حسابها وسيكون «جائزة» لحزب الله.
وعلَّق مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت على أنباء تحدثت عن قبول سوري بنقل السلطة على المزارع إلى الأمم المتحدة بالقول إنه «لا تغيير في موقف إسرائيل في هذا الموضوع»، مشدداً على أنه «يجب أولاً إنهاء ترسيم الحدود» بين لبنان وسوريا.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت في وقت سابق أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفيد بأن دمشق وافقت على نقل مزارع شبعا إلى سلطة الأمم المتحدة، حتى قبل ترسيم الحدود اللبنانية السورية، كجزء من ترتيبات السيادة على هذه المنطقة التي تحتلها إسرائيل.
وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى موقف رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي قالت إنه معني بنقل مزارع شبعا «كوديعة» إلى الأمم المتحدة.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم لمكتب موراتينوس إنه «لا يجب البدء بالمداولات حول مزارع شبعا على حسابنا» وتأكيدهم أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من هذه المنطقة الآن سيضر بالمصالح الإسرائيلية وسيكون «جائزة» لحزب الله.
ورأت مصادر سياسية إسرائيلية، وفقاً للصحيفة نفسها، أن الموقف السوري الجديد «يهدف إلى الضغط على إسرائيل، التي تعارض الانسحاب من المنطقة في هذه المرحلة».
وأوضحت «هآرتس»: «إنهم في القدس غاضبون من أن إسبانيا لم تفد إسرائيل بالرسالة التي أرسلها موراتينوس»، مشيرة إلى أن «الدبلوماسيين الإسرائيليين علموا بفحوى الرسالة بالصدفة، خلال أحاديث أجروها في الأمم المتحدة».
وقدرت الصحيفة أن «من المحتمل أن تزيد الرسالة التوتر القائم بين إسرائيل وإسبانيا، نتيجة لقاء موراتينوس الشهر الماضي مع نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم».
ولفتت الصحيفة إلى «أن خبير الخرائط التابع للأمم المتحدة، الذي يعمل على ترسيم منطقة مزارع شبعا، زار إسرائيل قبل أسبوعين والتقى مع خبراء خرائط إسرائيليين».
وأضافت أنه يتوقع أن تنشر الأمم المتحدة، في نهاية شهر تشرين الأول المقبل، التقرير الجديد عن الوضع بين إسرائيل ولبنان، الذي يحتمل أن يتضمن نتائج الترسيم. ويخشون في إسرائيل من أن يعيد التقرير إثارة النقاش حول السيادة في مزارع شبعا».