يديعوت أحرونوت ــ ايال زيسر
منذ نحو سنة، والرئيس السوري بشار الأسد يبعث في كل مناسبة ممكنة رسالة واضحة، ثابتة ومنهجية لإسرائيل: سوريا معنية باستئناف المفاوضات وبتحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل يعيد إلى دمشق هضبة الجولان بكاملها. ولكن، إذا لم تخرج خطوة سياسية كهذه إلى حيز التنفيذ، فستنظر سوريا في اتخاذ خيار عسكري ما ضد إسرائيل كي تستعيد الجولان.
ينبغي أخذ كلام بشار الأسد على محمل الجد؛ فهو بالأكيد يجلس على كرسيه منذ أكثر من سبع سنوات ـــــ وهو بالتأكيد إنجاز محترم، ليس فقط بمقياس كل سياسي إسرائيلي عادي، بل أيضاً بمقياس سوري. استعداده الحذر والمتحفظ لإقامة سلام مع إسرائيل يستمده من تراث أبيه مثلما أيضاً من تأييد الإجماع الواسع في أوساط الرأي العام السوري لتسوية سياسية للنزاع مع إسرائيل. وتهديداته لإسرائيل تنبع من ثقة متعاظمة بالذات لحاكم يشعر أكثر فأكثر بأنه حاكم بفضل ذاته، لا فقط بفضل أبيه، وكذا لشخص يقرأ بشكل مغاير عنا نتائج الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في الصيف الأخير.
تحقيق السلام بين إسرائيل وسوريا هو مهمة شبه متعذرة هذه الأيام. يسهل اتهام حكومة إسرائيل، بحق، بانعدام الرغبة، وبشكل أولي، انعدام القدرة السياسية على المضي في عملية سياسية ثمنها واضح ومعروف. لكن يجب القول إن بشار الأسد أيضاً يتحمل المسؤولية؛ فهو يتحدث عن السلام، لكنه غير مستعد للقيام بأفعال، وبالأساس يرفض أي بادرة حسن نية ـــــ ولو كانت الأكثر تواضعاً ـــــ تجاه الجمهور في إسرائيل. ومن دون أمر كهذا، لن يكون ممكناً التقدم حقاً في السلام الإسرائيلي ـــــ السوري.
يحتمل ألا تكون وجهة الأسد نحو خطوة عسكرية يُبادر إليها ضد إسرائيل، وأن الاستعدادات العسكرية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام تنبع من تخوفه من خطوة إسرائيلية أو أميركية ضد نظامه. إلا أن الواقع في المنطقة له ديناميكية خاصة به، وهي ديناميكية سلبية تعمل على تقريب الدولتين من المواجهة حتى لو لم تكونا راغبتين بها. بشار الأسد يُظهر رغبة في تحطيم الجمود الذي يعيشه في كل ساحات عمله ـــــ في الخارج وفي الداخل. جمود مشابه، كما يجدر بنا أن نتذكر، قاد مصر في عام 1973 إلى اتخاذ القرار بشن الحرب يوم الغفران.