يقترب حصار «داعش» لمدينة دير الزور من إتمام شهره الرابع في وقت قطع فيه التنظيم الكهرباء عن كامل المدينة، فيما عادت الحياة لعدد من قرى ريف القامشلي الذي شهدت افتتاح أكثر من سبعين مدرسة فيها.وتزداد يوماً بعد آخر معاناة أكثر من 400 ألف شخص داخل الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري في دير الزور، نتيجة حصار «داعش» عبر إغلاقه المعبر النهري في منطقة البغيلية للشهر الرابع، ما أدى لتدهور الحالة الصحية والإنسانية للمدنيين، وظهور أمراض جلدية ونقص التغذية وأخرى وبائية كاليرقان.

التنظيم أطبق حصاره للمدينة من خلال قطع التيار الكهربائي على نحو كامل عن المدينة لليوم العاشر على التوالي، ما أدى لحصول أزمة مياه نتيجة شّح وصولها للمدينة بالصورة المطلوبة. مصدر مطلع أكد لـ«الأخبار» أن «داعش يطالب بإعادة تشغيل محطة كهرباء الدوير المعطلة، وإعادة الكهرباء لمناطق سيطرته، مقابل إعادة الكهرباء لأحياء المدينة».
وعبر ذلك تكون مشكلة الكهرباء وشحّ المياه عبئا آخر على المدنيين الذين، مع فقدان الغاز وارتفاع سعر ليتر الكاز إلى أكثر من ألف ليرة، يلجأون لاحتطاب الشجر وما تيسر من مخلفات لطهو الطعام، والمقتصر في الغالب على البقوليات، باستثناء ما يصل حكومياً عبر مؤسسات الدولة، الذي لا يسد 10 % من الحاجة الفعلية. مصادر حكومية أكدت لـ«الأخبار» أنّ «الحكومة السورية تبذل أقصى طاقاتها لتخفيف الحصار عن المدنيين من خلال إيصال أكثر من 200 طن من المساعدات الغذائية والدوائية، والاستمرار بإيصال المزيد من الكميات الأخرى عبر جسر جوي خاص بالمحافظة»، لافتةً إلى أنّ «ورش الصيانة نجحت بإعادة تشغيل شبكة المحمول سيرياتيل، وتعمل على إعادة الاتصالات الأرضية القطرية والدولية».
ميدانياً، نجح الجيش والقوى المتحالفة معه من أبناء المنطقة في صد هجوم لـ«داعش» على منطقة البانوراما ومحيط جبل الثردة ما أدى لإيقاع قتلى في صفوفه. إلى ذلك شهدت عدد من قرى ريف القامشلي الجنوبي عودة كبيرة للأهالي بعد سيطرة الجيش و«المغاوير» و«الدفاع الوطني» على أكثر من 30 قرية ومزرعة. عودة الأهالي ترافقت مع عودة شبه كاملة لمؤسسات الدولة من بلدية واتصالات ومؤسسات خدمية، فيما أعادت مديرية التربية افتتاح أكثر من 70 مدرسة في ريفي تل حميس وتل براك. مديرة التربية في المحافظة إلهام صورخان قالت لـ«الأخبار» إنّ «المديرية سارعت لافتتاح أكثر من 70 مدرسة في مجمعات تل براك وتل حميس والقامشلي، بعد قرابة عام على الإغلاق»، مضيفةً أنه «أُعيد كافة المدرسين والمدرسات، وتأكيد تكثيف الدروس لتعويض الطلاب ما فاتهم من تحصيل علمي».