حيفا ـ فراس خطيب
أحيا فلسطينيو 48، أول من أمس، الذكرى الثانية لمجزرة شفا عمرو، التي ذهب ضحيتها أربعة شهداء من المدينة و17 جريحاً، بعد تعرّضهم لإطلاق نار عشوائي من المستوطن اليهودي نتان زادة، عندما كانوا في حافلة ركّاب عائدة من مدينة حيفا في عام 2005.
وبعد وقوف المتظاهرين دقيقة صمت على أرواح شهداء المجزرة وشهداء فلسطين، أُلقيت كلمات عن الأحزاب السياسية وذوي الشهداء و«اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى». وقال النائب عن «التجمع الوطني الديموقراطي»، جمال زحالقة، «إن الإرهابي نتان زادة لم يهبط من المرّيخ، بل هو نتاج المجتمع الإسرائيلي والثقافة السياسية العنصرية السائدة».
ورأى زحالقة أن تصريحات رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) يوفال ديسكين، عن التهديد الاستراتيجي الذي يشكّله العرب على دولة إسرائيل، بمثابة «تحريض ووضع رصاص في مسدس زادة جديد».
كما ألقى رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة» محمد بركة، المولود في شفا عمرو، كلمة أشار خلالها إلى أنَّ الجماهير الفلسطينية في الداخل «باقية على العهد، ولن تغفر ولن تنسى هذه الفعلة الإرهابية».
ودان رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» في الداخل، شوقي خطيب، السلطات الإسرائيلية بسبب «سعيها لمحاكمة شبان شفا عمرو السبعة» الذين قتلوا زادة، واعتقلتهم السلطات ثمّ أخلت سبيلهم قبل فترة وجيزة، مشدّداً على أن «محاكمة أبناء شفا عمرو الأبرياء باطلة».
وعند انتهاء التظاهرة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شابين من المدينة، متّهمة اياهما بـ«إحراق علم الدولة». وُيعتقد أنَّ أفراداً من «الشرطة الجماهيرية» بزي مدني، استدرجوا الشابين واعتدوا عليهما بالضرب.
وتجمّع متظاهرون مرة أخرى، بعد المسيرة الأولى أمام بلدية شفا عمرو لإطلاق سراح المعتقلين حتى حصل ذلك.
وبخطوة استفزازية أخرى، وبعد ثلاثة أيّام من ذكرى المجزرة، يعمل الحزب الحاكم «كديما» بواسطة عملاء له من العرب على تنظيم مؤتمر لنشطاء الحزب في المدينة غداً، يشارك فيه وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الأمن الداخلي آفي ديختر، ما أثار استياءً عارماً. وتعمل الحركات الوطنية في المدينة على منع المؤتمر، مشدّدة على أن «شفا عمرو قلعة وطنية صامدة على الرغم من السلطة وعملائها وعكاكيزها».