strong>يحيى دبوق
«رسالة خاصة إيجابية جداً» من الرئيس بشار الأسد إلى إيهود أولمرت يتوقع أن ينقلها، بحسب «هآرتس»، ميغيل أنخيل موراتينوس في أيلول المقبل، وسط مخاوف إسرائيل من عودة الأسطول الروسي إلى ميناءي طرطوس واللاذقية، وما لذلك من انعكاسات على إسرائيل

ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أمس، أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس طلب لقاء رئيس الوزراء إيهود أولمرت بعد زيارته لسوريا مطلع الشهر الجاري، لنقل «رسالة إيجابية» من الرئيس السوري بشار الأسد بشأن رغبته بالتقدم في عملية السلام.
وكان موراتينوس قد التقى مع الأسد، الأسبوع الماضي، على انفراد لمدة 45 دقيقة، وبحث معه في احتمالات تجدّد المفاوضات بين سوريا وإسرائيل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن موراتينوس أبلغها بأن اللقاء كان جيداً، وأنه سمع من الأسد «عروضاً مثيرة بشأن عملية السلام مع إسرائيل».
وأضافت الصحيفة أن الوزير الإسباني تقدم بطلب رسمي لزيارة إسرائيل ولقاء رئيس وزرائها إيهود أولمرت، عقب زيارته إلى دمشق، لإطلاعه على فحوى المحادثات التي أجراها مع القيادة السورية، ونقل رسالة خاصة من الأسد.
وفيما أوضح تقرير وصل إلى الجهات السياسية في إسرائيل أن موراتينوس وصف لقاءه مع الأسد بأنه كان «ممتازاً»، رفض الوزير الإسباني الإفصاح عن مضمون «الرسالة الخاصة» التي سيبلغ أولمرت بها، واكتفى بالقول إن الأسد معني بالتقدم في عملية السلام، وإنه «مدرك للمشاكل والمصاعب التي كانت في الماضي، وهو معني بالتغلب عليها».
ومع ذلك، ذكرت «هآرتس» أن المسؤولين الإسرائيليين لا يزالون يتشكّكون في رغبة الأسد في إجراء مفاوضات جدية مع إسرائيل، من دون مشاركة أميركية. وكان هذا الموضوع قد طُرح خلال جلسة الحكومة الأسبوعية الأحد الماضي، حيث أكد رئيس وحدة الأبحاث يوسي بايدتس أن هناك «انعدام رغبة سورية في الحرب واستعداداً للسلام بشروط سورية»، مضيفاً أن دمشق تتهم إسرائيل بالتخطيط لمهاجمتها وتستعد لسيناريو كهذا.
ويُتوقع أن تكون زيارة موراتينوس في الأسبوع الأول من شهر أيلول المقبل. وكان أولمرت قد أعلن أن «سوريا تصرّ على أن تكون المفاوضات برعاية أميركية»، معتبراً ذلك عائقاً أمام أي مفاوضات تجري بين الدولتين.
في هذا الوقت، عبّرت مصادر أمنية إسرائيلية، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن خشيتها من إقامة قاعدتين للأسطول الروسي في ميناءي طرطوس واللاذقية السوريين، لكونهما تمنحان الروس قدرة على تنفيذ عمليات تجسس إلكترونية على إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن سوريا سمحت للأسطول الروسي بإقامة القاعدتين في مقابل إسقاط موسكو لديونها المستحقة على سوريا والبالغة 11 مليار دولار.
وكانت روسيا قد أسقطت 70 في المئة من هذه الديون على أن تسدد سوريا، بحسب الصحيفة، جزءاً من الديون الباقية، والجزء الآخر من خلال خدمات تقدمها لروسيا على شكل إقامة قاعدتين دائمتين للأسطول الروسي.
وأشارت «يديعوت» إلى أن الأسطول الروسي كان يستخدم الميناءين المذكورين خلال فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وتجديد استخدام «هاتين القاعدتين سيمكّن روسيا من حماية مصالحها في المنطقة».
ولفتت مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن وجود الأسطول الروسي سيسهّل على السوريين تنفيذ عمليات تجسس، إلكترونية خصوصاً، بهدف مراقبة منظومات التسلح الحديثة في إسرائيل، والحصول على معلومات عبر التنصت على أجهزة الاتصال العسكرية والأمنية عموماً في الدولة العبرية.
يشار إلى أن الأسطول السادس الأميركي له حضور دائم في البحر الأبيض المتوسط، فيما كان الأسطول الروسي يكتفي «بزيارات ودية» إلى المنطقة قبل إعادة تفعيل القاعدتين في سوريا.