مهدي السيد
رأى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في شهادته أمام لجنة فينوغراد، أن قرار شن الحرب على لبنان في تموز 2006، كان متسرعاً، منتقداً الحكومة لعدم إجرائها النقاش اللازم قبل اتخاذه.
وقال باراك، في إفادته التي نشر محضرها أمس، إن هدف الحرب هو الانتصار، وإنه كان ينبغي توجيه ضربة قاسية إلى حزب الله في أعقاب أسر الجنديين، ومن ثم تحذيره والبدء بالاستعداد للحرب. وأضاف، شارحاً الخطوات التي كان سيتخذها لو كان وزيراً في الحكومة الإسرائيلية في 12 تموز من العام الماضي، «نوجّه ضربة قوية، ونقول لهم إذا لم يعُد الجنديان خلال ستة أسابيع ستتخذ إسرائيل الإجراءات التي تراها مناسبة. ونستعد خلال الأسابيع الستة ونعمل على تجهيز الفرقة الموسيقية لعزف اللحن بالشكل الذي نريده. هذا أمر يجب الإعداد له». وتابع «كان يجب على الحكومة الإسرائيلية قبل شن الحرب على لبنان أن تجري بحثاً عميقاً وشاملاً أكثر مما فعلت وعدم الاكتفاء ببحث لمدة ساعة واحدة ومن ثم إعلان الحرب»، مشدداً على أن «خطف الجنديين هو فشل مؤلم لكن لا يتم شن حرب نتيجته، رغم أن علينا أن نقوم بما ينبغي القيام به» في أعقاب العملية.
وتطرق باراك إلى الجلسة الحكومية التي اتخذ فيها قرار شن الحرب، منتقداً بشكل غير مباشر رئيس الوزراء إيهود أولمرت، لضعفه في مناقشة اقتراحات الجيش، وقال «لا أريد أن أتحدث عن نفسي، ولكن اسحق شامير أو أرئيل شارون أو اسحق رابين كان سيضرب على الطاولة ويقول: سيدي رئيس الأركان أجب من فضلك عن أسئلة الوزير شمعون بيريز. هذا ربما ملخص ما يمكنني أن أقوله».
وقال باراك إن «الوضع في لبنان كان يسير إلى اللامكان، ففي السنة التي سبقت وجودي في رئاسة الحكومة، تكبدنا أكثر من مئة قتيل بما في ذلك الحوادث العملياتية التي قتل فيها 70 وعدد من الفتيان (حادثة تحطم المروحيتين التي قتل فيها 73 ضابطاً وجنديا عام 1997). وكنت أرى التناقض في منطق إقامة الحزام الأمني، الذي كان يفترض أنه لحماية سكان منطقة الشمال، إلا أن طول بقائنا هناك تحول إلى مشكلة بدل أن يكون حلاً».
وكشف باراك أن الجيش أراد بناء جدار فاصل داخل الأراضي اللبنانية، مشيراً إلى أنه رفض ذلك. وأوضح موقفه الرافض بالقول «عندما تمكث على أرض لبنانية، فإنك بذلك تسحب ببساطة الأساس من تحت كل المنطق الداخلي للخروج حتى الحدود الدولية».
وفي سياق تبريره للانسحاب من لبنان، شبّهه باراك بالانسحاب من قطاع غزة قائلاً إن «الهجمات على الإسرائيليين لم تتوقف حتى بعد الانسحاب من قطاع غزة». وأضاف «كل هذا لم يكن ناتجاً من الانسحاب حتى المتر الأخير من لبنان في أيار عام 2000 وفقاً للقرار 425. إذ إن «الانسحاب ولَّد الشرعية للعمل ضد حزب الله».