أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، صحة التقارير الإعلامية العبرية التي نشرت أول من أمس، وكشفت عن تعرقل إتمام اتفاق بشأن زيادة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل بسبب خلاف حول مواعيد وكيفية توزيع الأموال الجديدة.وقال المسؤول نفسه إن الجانبين، الأميركي والإسرائيلي، غير مستعدين لإتمام المفاوضات لأن إدارة الرئيس جورج بوش، التي تعاني من عجز كبير في الموازنة، تريد أن تكون الزيادة في المساعدات تصاعدية (بنسبة 4 في المئة سنوياً)، في حين تطالب إسرائيل بالحصول عليها على شكل مقطوعات سنوية متساوية (600 مليون دولار). وأضاف: إن «لدى إسرائيل احتياجات أمنية ماسّة وخصوصاً في العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة»، مشيراً إلى أنه إذا تمسك الأميركيون بخطتهم المتعلقة بزيادة المساعدات تدريجاً، فإن إسرائيل قد تطلب في المقابل تخصيص مزيد من الأموال لصناعاتها العسكرية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مساعد وزيرة الخارجية نيكولاس بيرنز، الذي كان يتوقع أن يصل إلى إسرائيل هذا الأسبوع ليضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لدفع 30 مليار دولار كمساعدات عسكرية على عشر سنوات، أجّل الزيارة بسبب «قضايا تتعلق بالارتباطات لدى الجانبين»، لكن من المتوقع أن يقوم بزيارة في الأسابيع القليلة المقبلة.
ونفي السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، سالاي ميريدور، أن يكون تأجيل زيارة بيرنز يشير إلى أن هناك شيئاً ليس على ما يرام. وقال، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، إن «أميركا لا تدعم إسرائيل وحسب.. إنها قررت الاستجابة لطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل رغم احتياجاتها الكبيرة وخصوصاً احتياجاتها الأمنية».
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن هناك حداً أقصى يحدد حجم المبالغ التي قد تنفقها الولايات المتحدة كل عام على مساعدات التمويل العسكري الخارجية في أنحاء العالم وإن هذا السقف لا يمكن تجاوزه. وأضاف «في كل عام مالي نأخذ الأموال من إناء ونضعها في إناء آخر.. من دون زيادة في الإجمالي». وأضاف: «وعليه فإنها مسألة تتعلق بكيفية هيكلة البرنامج على مدى عشر سنوات.. عشر ميزانيات.. ليس فقط في ما يتعلق بكل دولة على حدة، وإنما على المستوى العالمي».
وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية أمس أن الولايات المتحدة أُجبرت على قطع المساعدات المخصصة لإسرائيل جرّاء الضغوط التي تواجهها لتغطية تكاليف حملتها العسكرية في العراق.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين قرروا تعديل التعهد الذي قطعه بوش لأولمرت، بسبب تصاعد تكاليف الحملة العسكرية في العراق، ومن ضمنها الحاجة إلى إنفاق 750 مليون دولار لشحن آلاف العربات المدرعة جواً إلى هذا البلد لحماية جنودهم من العبوات الناسفة الإيرانية الصنع الخارقة للدرع.
وأضافت: إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تواجه ضغوطاً مكثفة لتسريع عملية نشر العربات المصفحة الجديدة القادرة على مقاومة القذائف والمتفجرات الشائعة في العراق بعد أن طلب الجيش الأميركي 8000 عربة مصفحة من طراز (مراب) بكلفة تصل إلى 12 مليار دولار، وتريد تزويدها بميزانية طارئة لنقل قسم من هذه العربات إلى العراق.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين قولهم إن هناك حاجة لأموال إضافية لاستخدامها في تغطية تكاليف شحن 3400 عربة مصفحة جديدة من طراز «مراب» إلى العراق في نهاية العام الجاري.
إلى ذلك، التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، مساعد وزير الخزانة الأميركية المكلف مكافحة الإرهاب، ستيوارت ليفي، لبحث ملف العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران. وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، مارك ريغيف، إن «الضغوط الاقتصادية التي تمارس على النظام الإيراني تشكل مكوناً مهماً وحيوياً في الجهود الدولية لإرغام إيران على التخلي عن امتلاك السلاح النووي». وأضاف إن «إسرائيل ترغب بتشديد العقوبات المفروضة أساساً. ولكي تنجح الدبلوماسية يجب أن تبدي حزماً وأن تتكلم بصوت واحد».
(رويترز, يو بي آي، أ ف ب)