علي حيدر
يشهد الجيش الإسرائيلي تجاذباً حاداً، لتحديد صورته عام 2012، بين خيارين: يتركز الأول على تعزيز بناء القوة البرية عبر ضم فرقتين جديدتين اليه، فيما يقول الثاني بتعزيز القدرات الاستراتيجية لسلاح الجو عبر شراء طائرات «اف 35 سي» القادرة على الوصول الى إيران.
وستناقش هيئة الأركان العامة للجيش، وفقاً لصحيفة «معاريف»، الخطة الخمسية «تيفن 2012» التي ستعتمدها المؤسسة العسكرية، خلال جلسة تعقدها بعد عشرة أيام. ولفتت الصحيفة الى أن هذا النقاش يأتي بعد مضي عام على حرب لبنان الثانية، وبعد انتهاء التحقيقات الداخلية، وفي ظل مواصلة الجيش تدريباته التي تهدف الى «إزالة الصدأ الذي تراكم على مدى سنوات».
ويرتكز تنفيذ هذه الخطة الخمسية على بناء فرقتين اضافيتين والتزود بدبابة «ميركافاه 4» وبمئات المدرعات الثقيلة من طراز «مدرعة ميركافاه» التي تتمتع بقدرة تدريعية عالية ضد الصواريخ المضادة للدروع. إضافةً الى ذلك، ينوي الجيش شراء مئات المدرعات الخفيفة والسريعة، والخيارات المطروحة أمامه محصورة بين «السترايكر» الأميركية الأكثر عرضة للإصابة، والتي لم تثبت نفسها في العراق، وبين مدرعة «غولان» التي تنتجها هيئة تطوير وسائل القتال الإسرائيلية.
في المقابل، يفضّل قائد سلاح الجو، اللواء اليعازير شكدي، إنفاق الجزء الأكبر من موازنة التسلح على شراء 50 طائرة من طراز «أف35 سي»، يتم توزيعها على أكثر من عشر سنوات. وإذا وافقت إسرائيل على الصفقة في السنة المقبلة، فإنها ستحصل على أولى هذه الطائرات عام 2013.
واشارت «معاريف» الى أن الميزة الأساسية لهذه الطائرة تتمثل بقدرتها على الوصول الى أهداف بعيدة مثل إيران من دون أن تكشفها الرادارات المعادية، وتدمير المنظومات الرادارية لتمكين الطائرات الأخرى من العمل بأمان. ويرتكز دعاة هذا الخيار على أن سلاح الجو سيجد نفسه في مواجهة التهديد النووي الإيراني، الذي هو «تهديد وجودي».
أمّا دعاة بناء الفرقتين الإضافيتين، فيحاججون بأنه في حال اندلاع حرب مع ايران سيُطلب من سلاح الجو العمل في العمق، وسيبقى للقوات البرية العمل في قبالة التهديدات القريبة جداً وفي مقدمتها سوريا وحزب الله.
وفي السياق، يجري سلاح البحرية اتصالات لشراء سفينتين حربيتين استراتيجيتين من طراز «LCS» «بعدما خرج من حرب لبنان الثانية مهزوماً نتيجة إصابة صاروخ من إنتاج إيراني للسفينة أحي حانيت». ومن المفترض أن يشتري هذا السلاح أيضاً غواصتين إضافيتين من طراز «دولفين» التي تنتجها ألمانيا، وتبلغ كلفتها حوالى مليار دولار.