مهدي السيد
رغم حسم لجنة فينوغراد مسألة هزيمة إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان، لا تزال الأوساط الإسرائيلية مشغولة في أبعاد هذه الهزيمة ودلالاتها، على المستوى الداخلي الإسرائيلي، لجهة فرص بقاء رئيس الحكومة إيهود أولمرت، في منصبه، وكذلك على المستوى الاستراتيجي لجهة انهيار قدرة الردع الإسرائيلية. وفيما بات من المسلم به إسرائيلياً هزيمة إسرائيل أمام حزب الله، وهزيمة أولمرت أمام السيد حسن نصر الله، انتقل النقاش إلى مجال آخر: هل ينتصر أولمرت على الفشل في لبنان؟
هذا السؤال طرحه مراسل الشؤون العربية في موقع «يديعوت أحرونوت» على شبكة الإنترنت، روني سوفر، وهو في شقين: الأول يُركز على أوجه الفشل في حرب لبنان الثانية. أما الثاني فيُسلط الضوء على نتيجة المعركة التي يخوضها أولمرت مع تداعيات فشل تلك الحرب.
في الشق الأول، رأى اللواء في الاحتياط غيورا آيلند، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً واستقال منه قبل عدوان تموز بشهر ونصف، أن الجواب ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: الأول، يتعلق بالنتائج الفورية للحرب. وهنا يؤكد آيلند أنه لا مجال للشك في أن إسرائيل لم تربح قط، أو أنها فشلت وفق تعبير فينوغراد. وبحسب تعبير آيلند، «لم ننجح في التغلب على حزب الله وتلقينا صواريخ طوال 33 يوماً، ما أدى إلى تشويش تام للحياة في شمال البلاد».
الجزء الثاني يتعلق بقرار مجلس الأمن 1701. وهنا يرى آيلند وجود إنجازات ما في هذا القرار. أما الجزء الثالث، فيتعلق بالمستوى الاستراتيجي حيث الصورة غير واضحة حتى الآن من وجهة نظر آيلند، ذلك أن هذه المسألة ترتبط بمعرفة ماذا ألحقت الحرب الأخيرة بمكانة حزب الله في لبنان؛ فإذا عاد حزب الله بعد عام أو عامين ليكون قوة جوهرية في هذا البلد، فهذا يعني أن «من الواضح أننا خسرنا خسارة كبيرة في الحرب».
وفي المجال الاستراتيجي، ثمة بُعد آخر أيضاً، وهو أكثر أهمية، بحسب آيلند الذي يشير إلى «اعتقاد الرئيس السوري بأن إسرائيل خسرت في هذه الحرب قدرتها الردعية، وهذه هي الخسارة الجلية لحرب الأخيرة».
وعلى صعيد الشق الثاني من السؤال، يشير سوفير إلى أن الشعور السائد في أوساط الوزراء الذين تحدث معهم هو أنه «حتى لو خسرت إسرائيل الحرب، فلا ينبغي دعوة أولمرت إلى الاستقالة». ويستنتج سوفير من هذا الواقع المعادلة التالية: لقد خسر رئيس الحكومة أمام نصر الله، لكنه ينتصر على إخفاقات الحرب.