محمد بدير
رأى رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إسحاق هانغبي، أن عدوان تموز الماضي على لبنان كان الحرب الإسرائيلية الأولى التي انتهت بإنجاز سياسي من دون أن يكون الثمن الذي دفعته إسرائيل استراتيجياً أو قومياً، برغم أن خاتمتها كان يمكن أن تكون أسوأ بالنسبة لها.
وبرر هانغبي، خلال إفادته أمام لجنة فينوغراد التي نشرت أمس، قرار شن الحرب، ورأى أنه كان بمثابة إنذار مبكر لإسرائيل. كذلك برر قرار شن العملية البرية في الأيام الأخيرة من الحرب، قائلا «لم يكن هناك إمكان لوقف إطلاق صواريخ الكاتيوشا سوى من خلال عملية عسكرية برية طويلة الأمد».
وبرغم اعترافه بضرورة «الانتصار والحسم في الحرب»، أشار هانغبي إلى أن ما أوقف العملية البرية كان القرار 1701، «الذي يبدو أنه، بصورة سوريالية، (جعل الحرب) أول حرب في تاريخ دولة إسرائيل، ربما باستثناء حرب الاستقلال (حرب 1948)، تجلب في نهايتها إنجازاً ظاهراً للعيان وهو إنجاز سياسي».
وأوضح وزير القضاء السابق أن «الإنجاز الذي يتحدث عنه يتمثل في نشر الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، فضلاً عن إضعاف حزب الله». وأضاف أن الحزب «لم يختف، ولا يزال موجوداً في المنطقة، إلا أن الإنجاز يتمثل في إضعافه بوصفه قوة سيادية مطلقة مثلما كان قبل الثاني عشر من تموز، وإيجاد الأساس لتعزيز فرص أن تتضاءل التهديدات على الحدود الشمالية مع مرور الوقت».
وقال هانغبي «قبل أن نغادر لبنان (في عام 2000) كنا نعرف أن هناك عملية تسلح وتمترس من جانب حزب الله عند الحدود الشمالية»، مضيفاً أنه «كان يمكن أن تنتهي الحرب أسوأ بالنسبة لإسرائيل. وأعتقد أن أعجوبة قد حصلت من الناحية القومية تتمثل بأننا تلقينا نوعاً من ضربة إنذار فيما لم يهاجم آلاف الهنود الحمر خيمتنا».
ومثل الذي سبقوه إلى الإدلاء بشهاداتهم أمام اللجنة من الوزراء، انتقد هانغبي عدم إشراك المجلس الوزاري الأمني المصغر في عملية صناعة القرار خلال الحرب، كذلك انتقد التسريبات التي كانت تحصل من اجتماعاته. وقال إن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، كان «يصل إلى الاجتماعات حاملاً رأياً مبلوراً وكان النقاش يتحول عملياً إلى مسألة شكلية»، معتبراً أن ثمة «خللاً عميقاً في عملية صنع القرارات يرافقنا منذ عشرات السنين، لكني لست واثقاً بأن هذا مرتبط بهذه الحرب (الأخيرة على لبنان) لأنه لم يتخذ قرار في هذه الحالة خارج الحكومة».
كذلك انتقد أداء وسائل الإعلام أثناء الحرب، ورأى أنه كان على الجيش الإسرائيلي إغلاق مناطق معينة أمام الصحافيين مثلما فعل في حروب سابقة. واستطرد أنه «ليس من المعقول أن يقف مراسلون في المطلة (عند الحدود الإسرائيلية ـــــ اللبنانية) ويرووا للعدو الخطط التي يعتقدون أنه سيتم تنفيذها. وقد سمعت أكثر من مرة أن جنوداً في الاحتياط أعربوا عن استيائهم مراراً من أنه تم التخلي عنهم».