strong>يحيى دبوق
طالــب الأســد ونصــر اللــه بالجلــوس إلــى طاولــة المفاوضــات والاعتــراف بإسرائيــل

خالف وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر تعليمات رئيس حكومته إيهود أولمرت بـ«عدم الثرثرة» في الموضوع السوري، مطلقاً تهديداً شديد اللهجة تجاه دمشق، حذرها فيه من مغبة شن حرب على إسرائيل، مؤكداً أنها ستندم على قرارها.
وقال بن اليعزر، في حديث أجرته معه إذاعة «ف أم 100» الإسرائيلية يذاع يوم الجمعة المقبل، إنه «إذا تجرأت سوريا على شن الحرب، رغم كل محاولاتنا (للحؤول دونها)، فإنها ستندم على اللحظة التي قررت فيها ذلك».
ولم يقتصر تهديد بن اليعزر على سوريا وحدها، بل امتد أيضاً ليشمل حزب الله. وبحسب كلامه، فإن «لدى إسرائيل قدرات ووسائل (قتالية) لكنها مقيدة باستخدامها بسبب قيمها، (لكن) إذا قررت سوريا المواجهة فستكون الحرب ثنائية الجبهة أو حتى ثلاثية، وإن حزب الله سيشارك فيها إلى جانب سوريا».
ومن منطلق ذلك، أكد بن اليعزر أن «الحرب المقبلة لن تكون حرب طائرات ودبابات، بل حرب صواريخ وعمليات كوماندوس وهجمات إرهابية».
وتطرق بن اليعزر، الذي تولى سابقاً منصب وزارة الدفاع الإسرائيلية في حكومة أرييل شارون عام 2001، إلى حرب لبنان الثانية وطريقة عمل الجيش الإسرائيلي مستقبلاً، فأكد أن «الجيش سيكون هذه المرة مستعداً إلى حد كبير، وقوياً إلى حد كبير، وسيعمل ببراعة وذكاء، وأنا آمل أن يندم (الرئيس السوري بشار) الأسد و(الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله على اللحظة التي قررا فيها» شن الحرب.
ورغم التهديد الذي وجهه بن اليعزر إلى سوريا، عاد في نهاية حديثه إلى الانتقال من نبرة التهديد إلى نبرة التهدئة، داعياً سوريا وحزب الله إلى مباشرة التفاوض «من أجل السلام مع إسرائيل». وقال: «أدعو كلاً من بشار الأسد وحسن نصر الله إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بإسرائيل».
ويأتي تهديد بن اليعزر في وقت تسعى فيه إسرائيل إلى التخفيف من مستوى التوتر مع دمشق، إذ يكرر المسؤولون الإسرائيليون في الفترة الأخيرة أن إسرائيل غير معنية بالمواجهة مع سوريا. وكان آخر هذه الرسائل تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال جولة أجراها في شمال إسرائيل قبل أسبوع، أشار فيه إلى أن «إسرائيل لا تريد الحرب كما هو حال سوريا، التي لا تريد الحرب أيضاً، وعلى ذلك يجب على الحرب ألّا تقع».
وكان الموقع الإلكتروني لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد نقل تحذير المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية ألون ليئيل من أنه يوجد أمام إسرائيل نافذة فرص لثلاثة أشهر فقط كي تشرع في مفاوضات مع سوريا، مشيراً إلى أن تقديراته تستند إلى محادثات أجراها مع محافل سورية غير رسمية وإلى ما يرد في وسائل الإعلام.
وأضاف ليئيل أن «نافذة الفرص للسلام ستُغلق إن لم تشرع إسرائيل في إجراء مفاوضات في غضون 3 أشهر». وبحسب كلامه، فإن «المعلومات التي جمعناها في ما يتعلق بزيارة الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) إلى دمشق، يُفهم منها أنه حُدِّد جدول زمني لوصول المساعدات العسكرية الإيرانية إلى سوريا، وإذا لم نوقف المساعدات في غضون 3 أشهر عبر المفاوضات فلن تتمكن سوريا من الانفصال عن الإيرانيين».