بدأت السلطات الإسرائيلية أمس الترويج لـ«مخاطر» تهدّد ما بقي من اليهود في العراق، في محاولة جديدة للعب على وتر «اللاسامية»، التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لوجودها.ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن وكيل الطائفة اليهودية العراقية كانون اندرو وايت، قوله إن «ثمانية يهود هم من بقي من الطائفة في بغداد يواجهون تهديدات خطيرة تدفعهم للفرار».
وأشار وايت، الذي قال إنه اضطر إلى الفرار من بغداد إلى لندن بسبب «التهديدات الإرهابية»، إلى أن «الوضع بات رهيباً للطائفة التي يعود تاريخها الى 2600 عام، والتي كانت قبل مئة عام تؤلف ثلث سكان بغداد».
ومنذ أرغم العنف الطائفة اليهودية على التقليل من ظهورها، يؤدي وايت دور راعي الطائفة، رغم أنه كاهن رعية كنيسة القديس جورج الانغليكانية في السفارة الأميركية في بغداد، حيث عيّنه منذ عام 1998 صدام حسين الذي سمح له بخدمة الكنيسة.
وقال وايت للصحيفة، إن «حوادث عنف» سجلت ضد اليهود الثمانية. وأضاف «أنهم كانوا مهدّدين دائماً بالعنف، إذ إنهم يقيمون وراء المنطقة الخضراء ذات الحراسة المشدّدة»، مشيراً إلى أن «الوقت حان كي يرحلوا».
وكان وايت قد أدلى بشهادة في 25 تموز أمام لجنة الحريات الدينية في الكونغرس، حيث شدّد على تنامي التهديدات التي تحيق بالأقليات في بغداد، بمن فيهم اليهود. وطبقاً لوايت، فإن عدداً غير محدّد عبّر عن رغبته بالمغادرة. لكن برغم جهود المنظمات اليهودية في الخارج وجهود بعض أعضاء الكنيست لجلبهم الى إسرائيل، فإن الثمانية رفضوا فكرة الدولة اليهودية بصفتها نقطة لجوء محتملة.
ويقول وايت إن «المشكلة تتمثّل في أنه في ظل العداء لإسرائيل والعداء للسامية الذي عاشوا في ظله في العراق، فإنهم يخشون إسرائيل وما تمثل». وأضاف «طيلة حياتهم عُبّئوا بدعاية مناهضة لإسرائيل». وتابع «لا يثقون بإسرائيل مكاناً جيداً. إذا أراد بعضهم الذهاب الى إسرائيل، فهم يخافون من النتائج التي قد تنعكس على الباقين في العراق».
وقال وايت إن المكان البديل لإسرائيل للجوء هو هولندا. وأضاف أن ليهود بغداد أقارب في صفوف الجالية العراقية هناك، والذين هاجروا عبر إسرائيل بعد حرب الخليج الأولى. وأشار الى وجود قناة خلفية بين إسرائيل وهولندا إزاء هجرتهم المحتملة الى أي من الدولتين، إلا أنه أضاف أنه «رغم ذلك، تجاهلت هولندا طلبات التأشيرات اللازمة للهجرة ورفضت استيعاب الجالية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية روب ديكر للصحيفة، انه لم تكن هناك طلبات حديثة للهجرة، ولم تكن هناك «محادثات رسمية» بين وايت والحكومة الهولندية، مشيراً الى اجتماعات غير رسمية بين وايت والسفير الهولندي السابق في بغداد. ورأى أن السفارة الهولندية في العاصمة العراقية ليست مجهزة للتعامل مع طلبات التأشيرات، وأن على اليهود الثمانية السفر الى الأردن أو سوريا لطلب التأشيرات.
(يو بي آي)