فتح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ملفات ما بعد استعادة مدينة تكريت، من إقليم كردستان الذي اكتسب دوراً سياسياً وعسكرياً كبيراً في الفترة الأخيرة ضمن مشهد المعارك القائمة في الشمال ضد تنظيم «داعش».وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، قال العبادي إنّ الزيارة «جاءت للتشاور في مسألة التنسيق والتعاون بين القوات الأمنية وقوات البشمركة من أجل تحرير مدينة الموصل... لأننا نؤمن بأنه لا فرق بين ابناء العراق في جميع المحافظات، ومن الضروري التنسيق والتعاون بين الجميع لمحاربة خطر داعش الارهابي في هذه المرحلة».

وأضاف: «نحن ندافع عن جميع المكونات... على حد سواء، ويهمنا أمنهم واستقرارهم ويهمنا التعاون مع اقليم كردستان في جميع المجالات، لأن مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد»، مشيراً إلى أنّ «إقليم كردستان سيساعد الحكومة الاتحادية في عملية تحرير الموصل، وحُدِّد سقف زمني أو اطار زمني لعملية تحرير الموصل».
وذكر بيان صادر عن مكتب رئاسة إقليم كردستان، أنه جرى في الاجتماع الذي أقيم بين الوفدين «التطرق الى انتصارات قوات البشمركة وانتصارات القوات العراقية في معارك تحرير تكريت، وتحدث الطرفان عن تحرير الموصل، وتوصلا إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لدراسة خطة تحرير الموصل ولجنة اخرى خاصة بالتعامل مع مرحلة ما بعد داعش في الموصل».
وتأتي الزيارة إلى اربيل بعد حل قضية دفع المتأخرات المالية لعمليات تصدير النفط، كذلك تأتي في الوقت الذي يدور فيه نقاش واسع في العراق حول وجهة العمليات العسكرية ضد «داعش»: توسيع العمليات في الأنبار أو التوجه نحو تحرير الموصل في محافظة نينوى.
وفي السياق، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أول من أمس، عن المتحدث باسم قوات «الحشد الشعبي»، كريم النوري، قوله إنّ «العراقيين يتوقعون اتخاذ قرار في غضون عشرة أيام حول هدف العمليات المقبلة»، فيما قال نائب عراقي للصحيفة ذاتها إنّ من الأفضل تأمين الأنبار نظراً إلى موقعها ولارتباط بعض مناطقها بمحافظة بغداد. وفي حديث إلى الصحيفة الأميركية، أكد النائب شاخوان عبد الله، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أهمية الأنبار لقربها من بغداد، مضيفاً أنّه بالنسبة إلى الموصل «هناك قضايا سياسية وعسكرية يجب طرحها بداية، لذا نفضل الهجوم على الأنبار».
في غضون ذلك، قال العبادي في اربيل أمس، إن «ما تحقق في تكريت هو نصر نظيف وإن اعداء العراق حاولوا تشويه هذا النصر وتهويل الحوادث التي وقعت هنا او هناك للتأثير في عواطف العراقيين التي تؤيد قواتنا العسكرية المحررة للمدن التي احتلت من قبل عصابات داعش الارهابية، وأنا مطمئن إلى تحقيق النصر العسكري في نينوى ونحتاج الى تخطيط لعمليات التحرير وما بعد التحرير».
وتابع قائلاً، في بيان: «إننا قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة الإرهاب، إلا أن المسيرة ما زالت طويلة وان الانتصار على داعش عسكرياً لا يكفي وحده، بل نحتاج الى مزيد من الجهود بعد تحرير المدن»، مشدداً على «أهمية تقوية الجهد الأمني والاستخباري».
وأضاف العبادي أنه «إذا تحررت نينوى، استقر العراق. وكما أسهم كل العراق بتحرير تكريت، سيُسهمون بتحرير نينوى»، مؤكداً «ضرورة مشاركة اهالي نينوى في تحريرها، وأن يشعر اهالي نينوى انه ليس هناك اية مصلحة خاصة لأي جهة تُسهم في تحرير مدينتهم»، داعياً في الوقت ذاته إلى «التهيؤ والاستعداد لإعادة النازحين الى مناطقهم واعادة الخدمات ورفع العبوات التي زرعتها داعش في المناطق التي كانت تحت سيطرتها».
في سياق آخر، قال العبادي إنّ 152 منزلاً ومتجراً «فقط» أُحرقت في مدينة تكريت التي يُتهم مسلحون موالون للحكومة بارتكاب انتهاكات فيها بعد استعادة السيطرة عليها الأسبوع الماضي. ولم يكشف العبادي عمّن أحرقوا تلك المنازل والمتاجر أو متى أُحرقت.
وقال رئيس الوزراء العراقي، في المؤتمر الصحافي، إنّ «عدد المنازل حسب الارقام التي وصلتنا من قيادة عمليات صلاح الدين تكريت، وأكدها لي السيد محافظ صلاح الدين ورئيس مجلس محافظة صلاح الدين وقائد شرطة صلاح الدين بأنها أُحرقت هي 67 منزلاً فقط والمحلات بحدود 85 محلاً في مدينة تعداد سكانها 100 الف شخص».
ودعا العبادي القوات الموجودة في تكريت الى القاء القبض على كل شخص يقوم بمثل هذه الاعمال والحفاظ على الممتلكات والمنشآت في محافظة صلاح الدين.
(الأخبار، أ ف ب)