strong> علي حيدر
خلصت ورشة عمل أقامها الجيش الإسرائيلي إلى تشخيص الأخطار المحتملة التي يمكن أن تجد الدولة العبرية نفسها أمامها خلال السنوات المقبلة، ووضع لمواجهتها خطة متعدّدة السنوات، بدءاً من تحوُّل إيران إلى دولة نووية فإمكان نشوب حرب مع سوريا، بالإضافة إلى جولة أخرى من الحرب مع لبنان، إلى توقع حصول جمود ساخن في العلاقات مع مصر في مرحلة ما بعد حسني مبارك، وصولاً إلى «التوتر الدائم مع الفلسطينيين»، إضافة إلى إمكان انتهاء حكم السلالة الهاشمية في الأردن، وحصول انقلاب في السعودية وحصول انتفاضة لفلسطينيي 48.
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن إسرائيل أمام سلسلة طويلة وثقيلة من الأخطار التي قد تخرج من الإمكان إلى التحقق، وليس بالضرورة بشكل منفرد حيث يمكن أن يتزامن أكثر من خطر في آن واحد، وهو ما وجدت أنه يستوجب بناء من ثلاثة إلى خمسة جيوش مختلفة. وبما أن إسرائيل لا تملك ما يكفي من المال والمتطوعين من ذوي التصميم والمدربين، ينبغي «من أجل العيش بمستوى معقول من الدفاع المتواصل والاستعداد بناء جيش متعدد الأهداف يمكن من خلال عمليات تنسيق بسيطة أن ينحرف من مهمة إلى أخرى».
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تمتلك، في ظل غياب دستور أمني، «قوانين أساسية»، أولها إحباط التهديد الوجودي. وأشارت إلى أن قدرات إسرائيل الاستراتيجية هدفت في الأصل إلى كبح كل الجيوش العربية وصدِّها إذا ما هاجمت دفعة واحدة على خط الهدنة عام 1949. وأضيف إليها بعد ذلك ردع الدول عن استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدها.
القانون الثاني هو «حظر التخاصم مع أميركا». وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس هناك أي خطوة عسكرية مهمة من دون تفاهم، يفضل أن يكون مسبقاً مع البيت الأبيض. ورأت أنه انطلاقاً من هذه الحقيقة هناك حاجة إسرائيلية لأخذ الضرورات السياسية الخارجية والداخلية والعسكرية للرئيس الأميركي في الحسبان. وفي المقابل تحصل على أفضل السلاح الأميركي للحفاظ على تفوقها النوعي بالمقارنة مع الجيوش الأخرى التي تدعمها الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار سيشتري سلاح الجو أسراباً من الطائرات المتعددة الأهداف (الهجومية والاعتراضية) «أف ـــــ 35»، لأن الـ«أف16» ستصبح قديمة في العقود المقبلة، وبدرجة لا تقل عن ذلك لأنه يحظر في الشرق الأوسط التخلّف في مقابل دول الجوار. وتتجسد المساعدة الأميركية أيضاً بالتخزين المسبق لساعات الطوارئ، حيث تمت زيادة الكميات المطلوبة للتخزين في الآونة الأخيرة للاستغناء عن الجسور الجوية.
أما القانون الثالث في الجيش الإسرائيلي في عام 2007 فهو «الاستعداد للحروب الائتلافية». وذكَّرت الصحيفة في هذا السياق بمعركة «كديش» في عام 1956 التي شاركت فيها كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ضد مصر. ولفتت إلى أنه يمكن أن يكون لإسرائيل في الحرب المقبلة، وربما في الخليج العربي، دور أكثر فاعلية في إطار التحالف الذي تقوده أميركا.
ونقلت الصحيفة تقديراً مفاده أن «حرب لبنان الثانية» غيرت كل شيء من الناحية الشكلية، إلا أنها غيّرت القليل من الناحية العملية. وإن المشهد الاستراتيجي الماثل أمام أعين الجيش الإسرائيلي هو المشهد نفسه، الذي ظهر قبل عامين من الآن. وإن الزينة متشابهة والجمهور واحد، والتغير حدث فقط في فرق اللاعبين.